للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا (١) الحرفُ في المنصوبِ عَمِلَ أيضًا في المرفوعِ. وعندَ الكوفيين هو مرتفعُ بما كانَ مرتفعًا به في الابتداءِ.

احتجَّ الكوفيون بشيئين، أحدهُما: أنَّ ما وَقَعَ في حَيِّزِ هذه الحروفِ من الإِسمين في الأصلِ خبرُ ومبتدأٌ فالقياسُ عندَ إدخالِ شيءٍ من هذه الحروفِ عليها أن يَبقى على ما كانَ عليهِ، ولهذا المعنى لا يَتَغَيَّران عن صورِ الابتداء بدخُولِ ما ولا عَليها في مذهبِ بني تميمٍ، إنَّما تَغَيَّرَ المبتدأ عندَ دخولِ هذه الحروفِ عليه لمعنىً، ذلك المعنى معدومٌ في الخَبَرِ فوَجَبَ أن يَبقى على ما كانَ عليه، وبيانُ أنَّ تَغَيُّرَ المبتدأ عندَ دُخُولِ هذه الحروفِ لمعنى ذلك المعنى معدومٌ في الخبرِ، أنَّ نونَ العمادِ تتصل بهذه الحروفِ عندَ دخولِها على المضمرِ، ونون العمادِ لا تَتّصِلُ إلَّا بمنصوبٍ، كما في أكرَمني وأكرَمنا، وإذا انتَصَبَ المضمرُ من إسمِ إن لَزِمَ أيضًا أن يَنْتَصِبَ المظهرُ إذ الأصلُ (٢) في الإِسمِ أن يكونَ على نَهْجٍ واحدٍ، وهذا المعنى معدومٌ في الخبرِ، ضرورَة أن شيئًا من هذه الحُروفِ لا تدخلُ على الخبرِ متصلًا به نون العمادِ حتى يَقْتَضي تغييرَ (٣) الخبرِ. الشيءُ الثاني: -وعليه الاعتمادُ- أنَّ إنَّ المكسورة مع إسمِها بمنزلةِ (٤) المبتدأ، بدليلِ أنه يدخلُ عليه لامُ الابتداءِ، ولامُ الابتداءِ لا تدخُل إلَّا على المبتدأ، ويشهدُ (٥) لدخولِ لامِ الابتداءِ عَليها ما أَنشدُهُ المُبِّردُ: (٦)


(١) في (ب).
(٢) في (ب) والأصل.
(٣) في (أ) تغيّر.
(٤) في (أ) بمعنى.
(٥) في (ب).
(٦) البيت مع أربعة أبيات لرجل من نُمير.
وردت في مجالس ثعلب: ٩٣، وأمالي أبي علي القالي: ١/ ٢٢٠، واللآلي في شرحها للبكري: ٥١١، وشرح سقط الزند للتبريزي: ١٥١٣، والخزانة: ٤/ ٣٣٩ والبيت في نوادر أبي زيد: ٢٨، وديوان المعاني: ٢/ ١٩٢، والخصائص: ١/ ٣١٥، والتعليقة على المقرّب لابن النحاس: ٥٠ … =

<<  <  ج: ص:  >  >>