للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن أخوات هذا المثل (١): بفيكَ الأُثلبُ (٢)، وبفيكَ الحَجَرُ (٣)، ولليَدَينِ وللفَم (٤).

قالَ جارُ اللَّهِ: وصفاتٌ نحو قولِهم: هنيئًا مَريئًا، وعائذًا بك.

قالَ المشرّحُ: صيغةُ الصفةِ كما تُستعمل في الصفةِ، تستعملُ أيضًا في المصدرِ، بدليلِ قولهم: قمُ قائمًا، والمعنى [قُم قِيامًا] (٥)، والمُقدَّرُ (٦) ها هنا المَصدَرُ، لأنَّه دُعاءٌ، والأدعِيَةُ تَجِئُ بالفِعلِ والمَصدَرِ، وهَنيئًا مَرِيئًا ليسَ بفعلٍ فَتَعَيَّنَ أن يَكونَ مَصدرًا، وهكذا تَقولُ في اللَّهمَّ عائذًا بكَ من كلِّ سوءٍ.


(١) والمثل المذكور (فاها لفيك) انظره فى جمهرة الأمثال: ٢/ ٩٠، وفصل المقال ص ٨٩، ومجمع الأمثال: ٢/ ٧١، والمستقصى: ٢٤٩، واللّسان: (فوه).
(٢) المثل في مجمع الأقوال لابن العكبري: ورقة ٦٦. قال: هو فتات الحجارة … وأنشد.
كلانا يا معاذ يحب ليلى … بفيّ وفيك من ليلى التراب
(٣) المستقصى: ٢/ ١٢.
(٤) هناك أبيات كثيرة آخرها (لليدين وللفم) منها ما رواه المرادي في الجنى الداني ص ١٠:
تناولته بالرمح ثم اتّنى له … فخرّ صريعًا لليدين وللفم
وهو لجابر بن جني من قصيدة له في المفضليات: ص ٢١٢، وشرحها لابن الأنباري: ص ٤٤١، وشرحها للتبريزي: / ٩٩٥. ومغني اللبيب: ٢٣٤، وشرح شواهده للسيوطي: ٥٦٢، وشرحها للبغدادي صاحب الخزانة: ٤/ ٢٨٦، والكشاف: ٢/ ٥٤٦ وشرح شواهده لخضر الموصلي: ورقة: ٣٥٤. ومنها ما ورد في تذكرة النحاة لأبي حيّان ٢/ ٣٥٤، وشرح شواهد التفسيرين لخضر الموصلي: ورقة ٢٩، ٤٠٦ وغيرهما.
دلفت له بالرمح جيب قميصه … فخر صريعا لليدين وللفم
والبيت فيهما من جملة أبيات العكبر بن حديد بن مالك بن حذيفة ورواية أبي حيان له:
ضممت إليه بالسّنان قميصه
وقوله: (لليدين وللفم) مثل انظر: فصل المقال: ٩٨ ومجمع الأمثال: ٢/ ١٠٥ قال أبو عبيد: هذا الكلام يروى عن عائشة أنها قالته .. ، وقال البكرّي: الرّجل .. هو الأشتر مالك النّخعي (الإصابة: ٣/ ٤٨٢، والمحبّر: ص ٢٣٣). وهناك أبيات أخرى آخرها (لليدين وللفم) في ذكرها إطالة.
(٥) في (ب).
(٦) في (أ) والمعدد.

<<  <  ج: ص:  >  >>