للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"ولسنا نعرف شيئًا عن هذه الكتب" وعليه لم تذكر له أي كتاب وقد وقفت على خمسة كتب من مؤلفاته كما ذكرت سابقًا (١).

ولو أنَّها اطَّلعت على كتبه لأفادت منها فوائد جمّة لا سيما كتاب "بدائع الملح" ولتغيرت وجهة الحديث في بحثها ولتحولت إلى نظرة أقرب إلى الشمول في دراسة أدباء الإِقليم عامة، وفي دراسة شعر الخوارزمي خاصة، لأن الخوارزمي ضمّن كتابه هذا نماذج من شعره ونماذج من شعر شعراء عصره الذين لم يرد لهم ذكر في بحثها مثل الكركس الخوارزمي، وشمس الأفاضل الضّائعي وفخر الترك .. وغيرهم كما أن مؤلفاته الأخرى مثل: "اليمني" و"التوضيح" و"شرح سقط الزند" لم تخل من شعره وأشعارهم، يوردها الخواررمي في مؤلفاته للتنظير بها والاستئناس والتمثيل ولو جمعت هذه الأشعار لأعطتنا صورة أكثر وضوحًا للأدب والأدباء في إقليم خوارزم وخاصة في القرن السابع الذي قلّت فيه المراجع بسبب تخريب التتار له. ولا أريد هنا أن أقوّم شعر الخوارزمي فالمجال لا يسمح بذلك وإنَّما أريد أن أعطي نماذج من شعره في مختلف الأغراض التي طرقها ليأخذ منها الباحثُ الدّليلَ على شاعريته فقد قال في المديح والهجاء والوصف والفخر والغزل …

ورد له في "معجم الأدباء" في المدح (٢):

سَنا جَبِينكَ مهما لاحَ في الظُّلَم … بِتنَا نُطالِعُ منه نُسْخَةَ الكَرَمِ

إن يَزرع النّاس في أخلاقِهِم كَرَمًا … فَالبَذرُ من جُودِكَ الظَّنَّانِ بالدِّيَمِ

تَبدو على أَشقَرٍ خُضرٍ حَوافرُهُ … بَحرًا يُلاطِمُ أمواجًا على ضَرَمِ

نَشُمُّ عِندَكَ صِيدَ العُجم لَخْلَخَةً … من الرَّغامِ بآنافٍ مِنَ القِمَمِ

كادَت لحُبِّكَ تَأتي وهيَ ساعِيَةٌ … على الرُّؤوس بدونِ السَّاقِ كالقَلَمِ

من ظَنَّ غيرَ نظامِ المُلكِ ذا كَرَمٍ … نادَى بِهِ لُؤمُهُ اسْتَسْمَنْتَ ذا وَرَمِ

قال ياقوت: لما أنشدني هذا البيت قال لي: من نظام الملك؟ قلتُ:


(١) انظر مؤلفات الخوارزمي.
(٢) معجم الأدباء ١٦/ ٢٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>