للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وضاربًا. فإن سألتَ فما وجهُ المضارعةِ في ثلاثةٍ وثلاثين؟ [وهذا لأنّ ثلاثةَ وثلاثين] (١) لا تخلو من أن تكونَ مفردًا أو مُركبًا، فلئن كان مُفردًا لم يكن الأول اسمًا فَضلًا من أن يكونَ مُعلَّقًا بشيءٍ هو من تمامِ معناه، وإن كانَ مُركّبًا لم يكن الثّاني من تمامِ معنى الأولِ، إذ المَعطوفُ لا يكونُ من تمامِ معنى المعطوفِ عليه، كما لو قلتَ يا رَجُلًا وامرأةً؟ أجبتُ: قوله: لا يخلو من أن يكونَ مفردًا أو مركبًا، قلنا: مُفردًا من حيث المعنى، مُركّبًا من حيث اللَّفظُ (٢) الظّاهرُ، أما كونُه مفردًا من حيث المعنى. فلأنَّه من حيثُ المعنى اسمٌ واحدٌ. أمّا كونُه مركبًا من حيثُ الظّاهرُ، فلأنَّ الأولَ مفردٌ عن الثاني حُكمًا بدليل أنَّه مفردٌ عنه إعرابًا. ومتى كانَ مفردًا من حيثُ المعنى، مركَّبًا من حيثُ الظّاهِرُ، كان الثاني غيرَ مُنفكٍّ عنه من حيثُ المعنى، منفكًّا عَنه من حيثُ الظّاهِرُ، وهذا معنى المُضارعَةِ (٣). وأمَّا النَّكِرَةُ فهيَ على فنٍّ واحدٍ كقول الأَعمى: يا رَجُلًا خُذ بِيَدِي، وقوله (٤):


(١) في (أ) فقط.
(٢) في (ب) فقط.
(٣) ردّ على ذلك العلوي في شرحه: ١/ ٩٩ بعدما أورد النّص بقوله: وهذا فاسد لأمرين:
أمّا أولًا: أمّا كونه مفردًا من حيث المعنى مركبًا من حيث اللّفظ ليس من المضارعة في شيء، فإنّ مثل هذا حاصل في قولنا: بعلبك وحضرموت، وليس مضارعًا ولا في حكم المضارعة.
وأما ثانيًا: فهب أنا سلمنا أنّ مثل هذا يكون مضارعًا لكنا نقول: إنّ قوله منفكًا من حيث اللّفظ غير منفك من حيث المعنى، ليس حاصلًا في المضاف، فإن المضاف غير منفك عن المضاف إليه في اللّفظ والمعنى جميعًا، ففسد ما قاله.
(٤) هذا البيت لعبد يغوث بن وقّاص الحارثي شاعر جاهليّ، من سادات اليمن وفرسانها أسرته تيم يوم الكلاب الثّاني، وكانوا قد شدّوا لسانه بنسعة لئلا يهجوهم، فطلب منهم أن يطلقوا لسانه ليندب نفسه، فقال قصيدة منها هذا البيت.
والقصيدة في كتاب أيام العرب لأبي عبيدة معمر بن المثنى (قطعة منه من مخلفات مكتبة المرحوم الشيخ حمد بن فارس النجديّ) مصورة لديّ. وقد أوردها الدّكتور عادل جاسم البياتي في كتابه أيام العرب لأبي عبيدة الذي التقطه من المصادر: ١/ ٤٤٥ - ٤٤٦. وأول القصيدة:
ألا لا تلوماني كفى اللّوم ما بيا … فما لكما في اللّوم نفع ولا ليا =

<<  <  ج: ص:  >  >>