للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَيا راكبًا إمّا عَرَضْتَ فبلّغَن … نَدامايَ من نَجران ألَّا تَلاقِيا

ألا تَرى أنَّ الأَعمى لا يُريد رَجُلًا بعينِه، وكذلك مُحَمَّلُ رسالته لا يريدُ رجلًا بعينه (١) إنَّما يَصيحُ بالمارّةِ، فأيُّ رَجُلٍ أَخذَ بِيَدِهِ، وأيُّ راكبٍ تَحَمَّلَ رسالتَه فهو مناداة (٢). عَرَضَ الرَّجلُ (٣): إذا أتى العَرُوض وهي: مكّةُ والمدينةُ وما حولهما. نَجران (٤): أقدمُ بلادِ اليمنِ. ولهذا المِصْراع روايةٌ أُخرى (٥):


= ألم تعلما أنّ الملامة نفعها … قليل وما لومي أخي من شماليا
أيا راكبًا أما عرضت ....... … ...................................
أبا كرب والأبهمين كليهما … وقيسا بأعلى حضرموت اليمانيا
وهي موجودة في كثير من المصادر منها المفضليات: ص ١٥٨، وشرحها لابن الأنباري ص ٣١٥، وشرحها للتبريزي: ٢/ ٧٧١، والأغاني: ١٦/ ٣٣٤، وأمالي القالي: ٣/ ١٣٣ وأورد بعض أبياتها أبو عبد الله بن هشام اللّخمي في الفصول والجمل: ١٦، ١٧، والخزانة: ١/ ٣١٣ وشرح أبيات الجمل لابن سيده: ٣٠ - ٣٢ ونسبه هو والأعلم وابن النّحاس إلى مالك بن الريب قالوا: ويروى لمالك. وقد أورد اليزيدي في أماليه: ٤٤ قصيدة مالك، وليس فيها هذا البيت. وربما كانت نسبته إلى مالك لاتفاقه في الوزن والقافية مع قصيدته. ولأنه ربما روى عجزه في بعض المصادر:
بنى مالك والريب ألّا تلاقيا
(الغرة لابن الدّهان: ٢/ ٢٨) ولم يورده الدكتور نوري حمردي القيسي في مجموع شعره فيما نسب إليه وإلى غيره من الشعراء، ولعلّ ذلك لاقتناعه بعدم صحة هذه النّسبة. وقد قال البغدادي في الخزانة: ١/ ٣١٣: فقول شراح أبيات سيبويه … ويروى لمالك بن الريب غير جيد.
(١) في (أ) فقط.
(٢) في (ب) مراده.
(٣) الصحاح: ١/ ١٠٨٢ وأنشد بيت عبد يغوث المتقدّم.
(٤) قال البكريّ في معجم ما استعجم: ٤/ ١٢٩٨: بفتح أوله، وإسكان ثانيه مدينة بالحجاز من شق اليمن معروفة … وقال ياقوت في معجم البدان: ٥/ ٢٦٦: … ونجران في عدة مواضع منها نجران من مخاليف اليمن من ناحية مكة … وقال الحميريّ في الروض المعطار: ٥٧٣ من بلاد اليمن. وأكد البكريّ أن نجران من بلاد الحجاز حيث قال: وأطيب البلاد نجران من الحجاز وصنعاء من اليمن، ودمشق من الشام والريّ من خراسان.
ونجران اليوم من مدن المنطقة الجنوبية من المملكة العربية السعودية.
(٥) أقول: لصدر هذا البيت عدة روايات: بل إنَّه أصبح مشتركًا بين الشعراء لكل شاعر الحقّ بأن يقول: (أيا راكبا أما عرضت فبلغن). وقد رأيت في كتاب المجالس للخطيب الإِسكافي: =

<<  <  ج: ص:  >  >>