للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو لَا تَلحقَ. فلئن لم تَلحق فهو منادى مَضمومٌ وإن لَحِقَ لم يَظْهَرْ فيه الإِعرابُ أيضًا لمكانِ الألفِ.

قالَ جارُ اللهِ: "فصلٌ؛ تَوابعُ المنادى المضموم غيرِ المبهم إذا أُفردت حُمِلت على لفظِه ومحلِّه، كقولك: يا زيدُ الطويلَ والطويلُ، ويا تميمُ أجمعون وأجمعين، ويا غلامُ بشرٌ، وبشرًا، ويا عمرو والحارثُ والحارثَ وقرئ (١): {والطيرُ} رَفعًا ونَصبًا".

قالَ المشرّحُ: الطويلُ: صفة لزيدٍ، وأجمعون تأكيدٌ لتميم، وبشرٌ عطف بيانٍ، والحارثُ عطف بالحرفِ على عمروٍ، والرّفعُ فيها على اللَّفظِ، والنصبُ على المحلِّ، لأنَّ (يا) من جملةِ النّواصبِ فإن سألتَ: هذه الأشياءُ تسمى توابعَ المعربِ، فكيفَ صارت ها هنا توابعَ المبنيّ، ولأنَّ التبعيّة إنما تكون إذا اتَّحد الحكمُ في الموضعين، وها هنا لم يتّحدْ؟ أجبتُ (٢) هو -وإن كان مبنيًّا- إلّا أنّ (٣) المتبوعَ ها هنا - وإن كان على شَرَفِ أن يعودَ إلى الإِعرابِ ولذلك يَجُوزُ في ضَرورةِ الشِّعرِ تَنوينُه كما في قَوله (٤):


(١) سورة سبأ: آية: ١٠.
(٢) نقل الأندلسي في شرحه: ١/ ١٨٨ شرح هذه الفقرة.
(٣) في (أ) أنه، وما أثبته يوافق النّص الذي نقله الأندلسي عن التخمير.
(٤) عجزه: وليس عليك يا مطر السّلام
وهو من قصيدة للأحوص عبد الله بن محمّد الأنصاري تقدم ذكره. انظر ديوانه: ١٨٣ وهو من شواهد كتاب سيبويه: ١/ ٣١٣، وشرحه للسّيرافي: ٣/ ٢٤٤، والنكت للأعلم: ٢٠٠، وشرح أبياته لابن السّيرافي: ١/ ٦٠٥، وشرحها للكوفي: ٢١٣، والغرة في شرح اللّمع لابن الدهان: ٢/ ٢٨، والمقتضب للمبرد ٤/ ٢١٤، والجمل للزجّاجي: ١٦٦، وشرح أبياته لابن سيده: ٣٨، وشرحها لابن هشام اللّخمي: ٢٠، ١٤٩، والحلل لابن السيد: ٦١، ووشي الحلل لأبي جعفر اللبلي: ٤٢. قال ابن سيدة في شرح أبيات الجمل: ٦١: وحكى سيبويه عن عيسى بن عمر يا مطر. وقال محمد بن يزيد: أمّا أبو عمرو وعيسى بن عمر ويونس، وأبو عمر الجرمي فيختارون النّصب، وحجتهم: أنهم ردّوه إلى أصله، لأن أصل النداء النصب، كما ترده الإِضافة إلى النصب. وأما الخليل وسيبويه والمازني فاختاروا الرّفع، وحجتهم أنّه بمنزلة مرفوع ما لا ينصرف فلحقه التنوين. وانظر: ضرائر الشعر لابن عصفور: =

<<  <  ج: ص:  >  >>