للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اهلِكهُ، وأمَّا الأبياتُ فمحمولةٌ على ضرورةِ الشِّعرِ.

قالَ جارُ اللَّه: "فصلٌ وفي كلامِهم ما هو على طريقَةِ النداءِ، ويُقصَد به الاختصاصُ، لا النّداءُ وذلك قولهم (١): أمَّا أنا فأَفعلُ كذا أيُّها الرَّجُلُ، ونحن نفعلُ كذا أيُّها القومُ، واللَّهمَّ اغفر لنا أيتُّها العصابة، وجَعلوا أيًّا مع صفتِه دَلِيلًا على الاختصاصِ والتوضيحِ، ولم يَعنُوا بالرّجل والقومِ والعصابةِ إلّا أَنفسَهم، وما كَنَّوا عنه بأنا ونحن والضمير في لَنا كأنه قيلَ: أمَّا أنا فأفعلُ مُتَخَصِصًّا بذلك من بين سائرِ (٢) الرجالِ، ونحن نفعلُ مُتَخَصِّصِين من بينِ سائرِ (٣) الأقوامِ، واغفر لنا مَخصُوصِين من العصائبِ".

قالَ المشرّحُ: التخصيصُ في كلامِ العربِ على ضروبٍ:

الضّربُ الأول: ما ذكره الشّيخُ في هذا الفصلِ من الأمثلةِ جرى هذا على صورةِ النّداءِ، ولا نداءَ كما قُرئ قوله تعالى (٤): {أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ} على صورةِ الاستفهامِ، ولا استفهامَ ابن السّراج (٥): ولا تدخلُ في هذا البابِ "يا" لأنَّك تُنَبِّهُ به غيرَك، ويَجُوزُ على ما قاله أبو العباس اللَّهمَّ اغفر لنا أيَّتُها العِصَابَةُ. وهذا الأسلوبُ من خَصَائِصِ العَربيّةِ ليس له في سائرِ الأَلسنةِ نظيرٌ.

قالَ جارُ اللَّه: "ومما يَجري هذا المَجرى قولهم: إنَّا معشرَ العَرَبِ نَفعَلُ كذا، ونحنُ آلَ فُلانٍ كُلاماءُ وإنَّا معشرَ الصعاليكَ لا قوةَ بنا على المُروءَةِ".

قالَ المشرّحُ: معشرَ العربِ منصوبٌ على الاختصاصِ كأنّه لمَّا


(١) ساقط من (ب) فقط.
(٢) ساقط من (أ)، (ط).
(٣) ساقط من (ط) فقط.
(٤) سورة البقرة: آية: ٦.
(٥) الأصول: ١/ ٤٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>