للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[قال: إنَّا] (١)، قيلَ: من أنتم؟ قالَ: معشرَ العربِ، أي أعني معشرَ العربِ، ومنه قولُ الشاعرِ في الحماسة (٢):

إنَّا بني نَهشلٍ لا نَدَّعي لأبٍ … عنه ولا هو بالأبْنَاءِ يَشرِينَا

فإن سألتَ: لِمَ لا يجوزُ أن يكونَ انتصابُه على البدلِ من الضّمير في إنّا؟.

أجبتُ: هَب أنَّك تَتَمَحّلُ ذلك ها هنا فما وجهُ التَّمَحُّلِ في قوله تعالى: {وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ} على قراءة من قرأه بالنّصبِ.

قالَ جارُ اللَّه: إلّا أنَّهم سَوَّغُوا دخولَ اللّامِ (٣) ها هنا، قالوا: نحن العرَبُ أقرى النّاسِ للضيّفِ، وبكَ اللَّهُ نَرجو الفَضلَ، وسبحانَك اللَّهُ العظيمُ، ومنه قولهم: الحمدُ للَّهِ الحميدُ، والملك للَّهِ أهلُ الملكِ، وأتاني زيدٌ الفاسقُ الخبيثُ، وقُرِئَ: {حَمَّالَةَ الْحَطَبِ}، ومررت به المسكينُّ والبائسُّ.


(١) في (أ).
(٢) هذا البيت من القصيدة الحماسيّة التي أولها:
إنّا محيّوك يا سلمى فحيينا … وإن سقيت كرام الناس فاسقينا
نسبها أبو تمام إلى بعض بني قيس بن ثعلبة، وفي الكامل للمبرد ١/ ١١١، وخزانة الأدب: ٣/ ٥١٥ إلى نهشل بن حزن، ولم أعثر له على ترجمة، وفي شرح المرزوقي: ١/ ١٠٠ نهشل بن جزء، أمّا ابن قتيبة فنسبها في الشعر والشعراء إلى نهشل بن حَرِّي، وفي عيون الأخبار ١/ ١٩٠ إلى بشامة بن الغدير، وقد جمع شعر بشامة بن الغدير الأستاذ عبد القادر عبد الجليل ونشره في المورد ولم يذكر البيت فيما نسب إليه، والذي يغلب على ظنّي أن القصيدة لنهشل بن حرّي. وقد تقدم التعريف به، وأنّ جزءًا، وحزنًا محرّفان عن حرّي فقط. واللَّه أعلم.
(٣) سورة المسد: آية: ٣.
وقراءة النّصب فيها هي قراءة عاصم. انظر السّبعة في القراءات لابن مجاهد: ٧٠٠، والكشف عن وجوه القراءات لمكي: ٢/ ٣٩٠ وحجة القراءات لابن زنجلة: ٧٧٦، وإيضاح الوقف والابتداء لابن الأنباري ٩٩٠، وزاد المسير: ٩/ ٢٦١، وتفسير القرطبي: ٢٠/ ٢٤٠.
قال الفراء في معاني القرآن: ٣/ ٢٩٩: وفي قراءة عبد الله: وامرأته حمالة للحطب نكرة منصوبة.

<<  <  ج: ص:  >  >>