للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النداءِ عنهما، وأن لا يزيدَ على ثلاثةِ أحرفٍ عدّته، لأنَّ المستوجِبَ للتخفيف هو الزّائدُ.

قالَ جارُ الله: "إلّا ما كانَ آخره تاءَ التأنيث، فإنّ العلميّةَ والزّيادةَ على الثلاثةِ غيرُ مشروطين، يقولون: يا عاذِلُ، ويا جَارِ لا تستنكري، ويا ثِبَ اقبلي، ويا شا ارجِني".

قالَ المشرّحُ: الاسمُ إذا كان فيه تاءُ التأنيث فإنَّ ترخيمَه لا يتوقفُ على العلميَّةِ والزّيادةِ على الثلاثةِ، وهذا لأنَّ ما فيه تاءُ التأنيثِ فهو بمنزلةِ كلمتين، وذهابُ إحدى الكلمتين لا يوجبُ في الكلمةِ الباقيةِ لَبسةً، بخلافِ ما ليس فيه تاءُ التأنيثِ، فإنه لَيس بمنزلةِ كلمتين، وكذلك فَكُّ الكلمةِ عن الكلمةِ أهونُ من إسقاطِ حرفٍ، ألا تَرى أنَّ طرحَ الهاءِ في ضاربةٍ أهونُ من طرحِ الباءِ منه.

قالَ جارُ اللهِ: "وأمَّا قولهم: صاحِ، وأطرق كَرا، فمن الشّواذِ".

قالَ المشرّحُ: لما جازَ أن يحذفَ حرفُ النّداءِ منهما فقد نُزّلا تنزيلَ العَلَمِ مما لا يجُوِّزُ ترخيمَه ابنُ السِّكّيت (١): شاةٌ داجنٌ وراجنٌ: إذا ألفتِ البيوتَ واستأنست.

قالَ جارُ الله: "والترخيمُ حذفُ آخرِ الاسمِ على سبيلِ الاعتباطِ.

قالَ المشرِّحُ: الترخيمُ كأنَّه التَليينِ والتكسيرِ، ومنه قولهم: وَقَعَت عليه رَحمَةُ اللهِ بالتحريك، وهي قريبٌ من الرّحمة، لأن الرحمة انكسارٌ في الطّبيعةِ فهذه مسماه في اللّغةِ وأما في الإِعراب فعلى ما ذكره الشّيخُ. عَبَطَ البعير (٢) واعتَبَطَه إذا نَحَرَه من غيرِ عِلّةٍ فإن سألتَ: من المحالِ أن تتصرَّفَ العربُ في شيءٍ ثم (٣) لا يكونُ له علةٌ؟ أجبتُ: المعنى بأنَّ ذلك حذفٌ في


(١) هذا النّص عن ابن السكيت أيضًا في الصحاح: (دجن).
(٢) الصحاح: (عبط).
(٣) في (ب) ولا يكون.

<<  <  ج: ص:  >  >>