للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

آخر الكلمة لا لعلة ظاهرة، وأمَّا غَرَضُ التخفيف فهو شاملٌ (١) لجميعِ المواضعِ.

قالَ جارُ اللهِ: "ثُمَّ إمَّا أن يكونَ المحذوفُ كالثّابتِ في التقديرِ، وهو الكثيرُ، أو يجعلَ ما بقي كأنَّه اسمٌ برأسهِ فيعاملُ بما يعاملُ به سائرُ الأسماءِ فيقالَ على الأولِ: يا حارِ، ويا هِرَقْ، ويا ثَمُو، ويا بَنُو، في المسمى ببنون، وعلى الثاني يا حارُ ويا هرقُ، ويا ثَمِي، ويا بَنِى".

قال المشرّح: يا حارِ -بكسر الراء- من باب (٢) جَعلِ المحذوفِ كالثابتِ في التقديرِ، لأنّا لو عاملناه معاملةَ الأسماءِ الكاملةِ لضممناةُ، وكذلك يا هرق بالسّكون. هِرَقْلٌ بوزنِ سِبَحْلٍ من ملوكِ الرُّوم، أوَّلُ من ضرَب الدنانيرَ الهِرَقْلِيَّة، وأما "دَيرُ هِزَقْلٍ" (٣) فهو بالزّاي المُعجمةِ، وكذلك "ثَمُو بالواو، ألا تَرى أنَّه لو عومل معاملة الأسماءِ الكاملةِ لقيل يا ثَمِي، لأنَّه ليس في الأسماءِ المُظهرةِ اسمٌ آخرُه واوٌ مضمومٌ ما قبلها، وكذلك في المسمى بثِبُون، وأمَّا يا حارُ بالضمّ ويا هِرَقُ بالضمّ أيضًا فمن بابِ جَعَل (٤) كأنَّه اسمٌ برأسِه [وكذلك ضممناه كما يُضمُّ يا زيدُ، وكذلك يا ثَمِي، لأنَّا قَلَبنَا فيه الواوَ المضمومَ ما قبلها إلى الياءِ، وهذا يدلُّ على أنا جَعلنا ما بَقِي كأنّه اسمٌ برأسه] (٥) إذ لولا ذلك لما جازَ القلبُ، وكذلك قالَ الأخفشُ. إن رخَّمت رجلًا اسمه شاه قلت: يا شا أقبل، ومن قال يا حارُ فرفع قال: يا شاهُ أقبل فردَّ الهاء الأصلية لأنَّه لا يكون الاسمُ على حرفين أحدُهما ساكنٌ. وقُرئَ (٦): {وَنَادَوْا يَامَالِكُ} ويا مالُ بالكسر (٧) والضمّ، في ترخيمِ مالك.


(١) في (أ) فهو لجميع المواضع شامل.
(٢) في (أ).
(٣) معجم البلدان لياقوت: ٢/ ٥٤٠.
(٤) في (أ).
(٥) في (أ).
(٦) سورة الزخرف: آية: ٧٧.
(٧) الكسر قراءة علي بن أبي طالب، وابن مسعود، ويحيى والأعمش. انظر المحتسب لابن =

<<  <  ج: ص:  >  >>