للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في يَده وقد أَشبعتُ الحكايَةَ في بيتِ السِّقطِ (١):

لَمْ أَقلْ فيه مازِ رأسَكَ والسّيفَ كما قالها (٢) المريدُ بُجَيرَا.

أجبتُ: نَعم الذي فيه قيل هو كرَّامٌ المازِنيُّ، ولم يُرخِّم مازني، وإنّما رُخِّمَ مازنٌ، وكأنَّما سُمِيّ كرّامًا بلقب جَدِّه، ثم رُخِّمَ (٣)، وِهذا (٤) لأنَّ اللّقبَ مما يَسري إلى الأنباءِ بدليلِ الهَيْضَمِ في الكراميَّة (٥)، فإنَّه يقالُ على كلِّ إمامٍ من ذلك البيتِ كمحمدٍ الهَيضم، وأبي نَصرٍ الهَيضَم. وعليه فليحمل نحو قوله (٦):

عشيةً فرَّ الحارثّيون بعدما … قَضَى نَحبَه في مُلتَقَى القومِ (٧) هَوبَرا


(١) شروح سقط الزّند: ٤/ ١٨٠٠ - ١٨٠٢. وقد ذكر الخوارزمي قصة المثل بتفاصيلها هناك. ومما جاء في القصة مما يتعلق بأعلام الرّجال:
١ - بحير: هو بحير بن عبد الله بن سلمة بن قشير.
٢ - قعنب: هو قعنب بن عتاب الرّياحي اليربوعي.
واليوم الذي قتل فيه بحير هو يوم أرام الكلبة وهو الذي يقال له يوم المروّت. ذكره أبو عبيدة معمر بن المثنى في كتابه أيام العرب (ولديّ قطعة من الكتاب) ورقة ٢٢، وذكر أنّ كرّامًا اسمه يزيد بن أزهر المازني. وانظر المروّت في معجم ما استعجم: ٤/ ١٢١٣، ١٢١٤ ومعجم البلدان: ٥/ ١١١ بالفتح ثم التشديد والضمّ وسكون الواو تاءً مثناة.
(٢) في (أ) قاله، وفي (ب) قال.
(٣) قال الأندلسي في المحصّل: ١/ ورقة ٢١٦: وإمّا أن يكون ترخيمًا بعد ترخيم، كأنه رخم مازنيًا فصار مازنًا، ثم رخّم مازنًا ثانيًا فصار ماز.
(٤) النّص في المحصل للأندلسي: ١/ ورقة ٢١٦.
(٥) الكراميّة: فرقة ينتسبون إلى أهل السنّة والجماعة تنسب إلى محمد بن كرام الذي نشأ بسجستان وتوفي ببيت المقدس. مجسمون يذهبون إلى أنّ الله محدود من جهة العرش أكثر أتباعهم في خراسان وما وراء النّهر.
(٦) البيت لذي الرّمة كما في ديوانه: ٢/ ٦٤٧ من قصيدته التي أولها:
خليليّ لا رسم بوهبين مخبر … ولا ذو حِجًا يستنطق الدار يعذر
وهبين: أرض بناحية البحرين لبني تميم. قال شارح ديوانه: يعني يزيد بن هوبر الحارثي فقال: هوبر للقافية.
والبيت في المقرب لابن عصفور: ١/ ٢١٤، ٢/ ٢٠٤. المحصّل للأندلسي: ١/ ٢١٧ نقلًا عن حواشي المفصّل للزمخشري.
(٧) في (ب) الخيل، وكتب فوقها القوم.

<<  <  ج: ص:  >  >>