كتاب التخمير شرح المفصل في صنعة الإعراب

[القسم الأول في الأسماء] - [باب الإشتغال] - ج: 1 - ص: 395

النّصبَ مختارًا ولازمًا، فإلى الآنَ قد قَيَّد المُختارَ، والآن قد أَخذَ في شرحِ اللَّازِم فقال: اللَّازِمُ أن يقعَ بعدَ حَرفٍ لا يَلِيهِ إلّا الفعلُ وهو "إنْ". فإن سألتَ. فما التفرقةُ بينَ "حيثُ" "وإذا"، وإنْ، جعلتَ النّصبَ بعد "إذا" مختارًا، وبعد "إن" لازمًا؟ أجبتُ: إنَّ "إذا" شيءٌ دخيلٌ في المجازاةِ، بخلافِ إنْ فإنّها أمُّ الباب، وهي لا تدخلُ إلّا على الجملةِ الفعليّةِ، بخلافِ إِذا فإنَّها رُبَّما [دَخلت على الجُملةِ الإِسميّةِ] (١)، وفي "فُتوحِ ابنِ أَعثَمَ الكُوفي" (٢):

إذا ما الثُّريَّا في السّماءِ كأنَّها … جُمانٌ وَهَى عِقدِهِ فَتَبَدَّدا

البيتُ للنَّمرِ بنِ تَولَب، وتمامه (٣):

---

(١) في (أ).
(٢) ابن أعثم الكوفي: أحمد بن أعثم، وقيل محمد بن علي بن أعثم من أهل الكوفة مؤرخ شيعي المذهب، ضعيف عند أصحاب الحديث له. كتاب الفتوح انتهى فيه إلى أيّام الرشيد. وله كتاب آخر أشبه بالذيل عليه وقف عليهما ياقوت الحموي وله كتاب في وقعة صفين، وهذه كلها موجودة. أمّا كتاب الفتوح فقد طبع في دائرة المعارف العثمانية في حيدر آباد بالهند وأما كتاب وقعة صفين فلا يزال مخطوطًا. أخباره في الكتب قليلة جدًا، وفاته في حدود سنة ٣١٤ هـ. ترجمته في معجم الأدباء: ٢/ ٢٣٠ والذريعة: ٣/ ٢٢٠، ودائرة المعارف الإِسلامية: ١/ ٩١. نقل الزملكاني في شرحه: ٢/ ٥٦ عبارة الخوارزمي هنا دون إشارة فحرّفها الناسخ إلى نوح بن أعثم الكوفي، وكذلك في مختصر شرح الزملكاني المسمى (غاية المحصّل) للمؤلف، فلعلّ التحريف كان من الزملكاني نفسه سامحه الله وغفر له.
البيت ليزيد بن الطّثريّة انظر ديوانه: ٣١، وربيع الأبرار: ١/، وهو يزيد بن سلمة بن سمرة بن كعب بن عامر كنيته أبو المكشوح من بني قشير بن كعب بن عامر، نسبته إلى أمه من بني طثر من عنزة بن وائل. قتله بنو حنيفة يوم الفلج سنة ١٢٦ هـ. جمع ديوانه الطوسي فضاع وأعاد جمعه الدكتور حاتم الضامن، ثم أعاد جمعه أيضًا الدكتور ناصر بن سعد الرشيد وهما مطبوعان.
(٣) البيت للنمر بن تولب في ديوانه: ٧٣.
وهو النمر بن تولب بن زهير … العكلي شاعر صحابي معمر. له ديوان جمعه الدكتور نوري حمّودي القيسي وطبع دون تاريخ في بغداد بعد سنة ١٩٦٨ م. أخباره في طبقات ابن سعد: ٧/ ٢٦، والاستيعاب: ٤: ١٥٣١ انظر إعراب البيت وشرحه في المنخّل: ٣٦، والخوارزمي: ١٨، وزين العرب: ١٦ وشرح الأندلسي: ١/ ٢٢٧، وابن يعيش: ٢/ ٣٨، =