للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإذا هَلَكتُ فعندَ ذلك فاجزَعِي

قالَ جارُ اللَّهِ: "وهلَّا" "وألَا"، و "لولا" "ولوما" بمنزلةِ "إِنْ"، لأنَّهنُّ يطلبنَ الفعلَ، ولا يبتدأ بعدها الأسماءُ.

قالَ المشرّحُ: هذه الكَلِمُ كلُّها للتَّحضِيضِ، والتَّحضِيضُ لا يكونُ إلّا (١) بالفعلِ، وفي هذه المسألة نظرٌ. قال أبو سعيدٍ السِّبرافي (٢): لا يجوزُ أن تقولَ: لولا زيدٌ قائمٌ، وهلَّا بكرٌ مُنطلقٌ، لكن يَجوزُ هلًا زَيدٌ ضَربتَه، على معنى هَلَّا ضربتَ زيدٌ ضربتَه، والنصبُ جائزٌ على معنى هَلّا ضَربتَ زيدًا ضربتَه، وإذا (٣) كان الأمران جائزين (٤) فهذا لا يقتَضي أن يكونَ الاختيارُ النَّصبَ فكيفَ يلزمُ النّصبُ؟!

قالَ جارُ اللَّه: "فصلٌ؛ وحذفُ المفعولِ به كثيرٌ، وهو في ذلِكَ على نوعين، أحدُهما: أنَّ يُحذَفَ لَفظًا ويُرادَ معنىً وتقديرًا. والثاني: أنْ يجعلَ بعدَ الحَذفِ نَسْيًا مَنْسِيًّا، كأنّ فعلَه من جنسِ الأفعالِ غيرِ المتعديةِ، كما يُنسى عندَ بِناءِ الفعلِ للمفعولِ به، فمنِ الأوّلِ قولُه تعالى (٥): {اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ} وقوله تعالى (٦): {لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ}، لأنَّه لا بُدَّ لهذا الموصولِ من أن يَرجِعَ إليه من صِلَتِه مثلُ ما


= والزملكاني: ٢/ ٦٤.
والبيت من شواهد كتاب سيبويه: ١/ ٦٧، انظر شرح أبياته لابن السّيرافي: ١/ ١٦٠ وشرحها لابن خلف: ١/ ٦٥، وشرحها للكوفي: ٢٥، ٣٩، ١٤٦، وانظر المقتضب: ٢/ ٧٦، وكتاب الشعر لأبي علي: ٢٦، وأمالي ابن الشجري: ١/ ٣٣٢، ٣٤٦، والخزانة: ١/ ١٥٢.
(١) في (ب) بدون.
(٢) شرح كتاب سيبويه لأبي سعيد السّيرافي: ١/ ٢٠٥.
(٣) شرح المفصل للأندلسي: ١/ ٢٢٧.
(٤) في (أ) جائزان.
(٥) سورة القصص: آية: ٨٣.
(٦) سورة هود: آية: ٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>