للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* قليلٌ سِوى الطَّعنِ النَّهَالِ نَوَافِلُه *

قالَ جارُ اللهِ: "فصلٌ (١)، وينصبُ بعاملٍ مُضمَرٍ كقولك في جوابِ من يقولُ لك: متَى سرتَ؟ يومَ الجمعةِ، وفي المثلِ السائرِ (٢): أسائرٌ اليومَ وقد زالَ الظَّهرُ".

قالَ المشرّحُ: يومَ الجمعةِ منصوبٌ بفعلٍ مُضمرٍ، تقديره: سرتُ يومَ الجمعةِ. أسائرٌ اليومَ: من أَسْأَرَ في الإِناءِ سُؤورًا، والمرادُ: في (٣) اليومِ يسيرُ، يضربُ للرّجلِ يَرجو الحاجُّ طَلِبتَهُ، ويُبين له اليأسَ منها. قاله أَبو إسحاق الفارابي (٤) في كِتابه الموسومُ بـ (التَّثليثِ).


(١) في (أ).
(٢) جمهرة الأمثال: ١/ ٩٦، والمستقصى: ١/ ١٥٣.
(٣) في (أ) باقي اليوم.
(٤) في النّسختين أبو إسحاق، والصواب أبو إبراهيم إسحاق بن إبراهيم الفارابي نسبة إلى فاراب مدينة في ما وراء النهر. من علماء اللّغة المتقدمبن، وثقاتهم. لا يعرف بالتحديد متى ولد، ولا متى مات إلا أنه عاش في القرن الرابع الهجري. وهو خال الجوهري صاحب الصحاح، أخباره في كتب التراجم قليلة جدًا.
ترجمته في معجم الأدباء: ٦/ ٦٢، واللّباب لابن الأثير: ٢/ ١٨٨، وبغية الوعاة: ١/ ٤٣٧ ألف الفارابي بيان الإِعراب، وديوان الأدب، وكتاب التثليث وهذه الكتب الثلاثة نقل عنها الخوارزمي في هذا الكتاب وله كتاب شرح أدب الكاتب.
وديوان الأدب نشر بتحقيق الدكتور أحمد مختار عمر في أربعة مجلدات، وقد قدّم له بمقدمة حافلة واستقصى في ذكر مؤلفاته إلّا أنّه لم يذكر كتابه (التثليث) من بين مؤلفاته، ولا ضير عليه فهو لم يذكر في التراجم. وهو كتاب في الأمثال، ولم يذكره زلهايم في الثبت الذي وضعه في كتابه الأمثال العربية القديمة. اعتمد عليه الإِمام محمد بن عبد الرحمن بن أبي البقاء العكبري في كتابه المسمى: (مجمع الأقوال في معاني الأمثال) وذكر في مصادره فقد جاء في مقدمة كتابه لما ذكر رموز المصادر: (ث) لأبي إبراهيم إسحاق بن إبراهيم الفارابي من كتاب (التثليث) له.
وبالرجوع إلى النّصوص التي نقلها عنه ابن العكبري تبين لنا أنّ الفارابي يشرح المثل ثم يضمّنه ببيت من الشعر كما اتفق له من أي بحر، وعلى أية قافية وإليك هذا النّص منه لتقف على منهجه وأسلوبه.
قال حول المثل: (سفيه ولم يجد مسافها).
(ث) أي التثليث - يضرب لمن تكون له عادة لا يصبر عنها فيطلب من يماليه عليها.
ونظمه بقوله: =

<<  <  ج: ص:  >  >>