للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن سألتَ: فإذا لم يكن مُسْتَحسَنًا فكيفَ وَرَدَ في قوله تَعالى (١): {اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ} أجبتُ: ذلك لتوطِئَةِ العَطفِ. البيتُ الأوَّل للمُخَبَّلِ السَّعدي (٢) وأوله:

يا زِبرقانُ أخا بني خَلَفٍ … ما أنتَ ويبُ أبيكَ والفَخرُ

وبعده (٣): ما أَنت إلَّا في بَنِي خَلَفٍ … كالاسكِتَين علاهُما البَظْرُ

يقولُ: من سادَ مثل قومك فلا فخرَ له بسيادتهم. وشبَّهَهُم إذا اجتَمَعُوا حولَه وأَطَافُوا به بالبَظَرِ الذي بينَ الاسكتين، وأَراد أن يقولَ: هل أنتَ في بني خَلَفٍ إلَّا كالأسكتَين في بني (٤) خلفٍ فقدَّم صَدرَ البيتِ الثاني (٥):


(١) سورة البقرة: آية: ٣٥.
(٢) وهو ربيعة بن مالك التميمي، يكنى أبا يزيد. أخباره في الشعر والشعراء: ١/ ٤٢٠ والأغاني: ١٣/ ١٨٩، والخزانة: ٢/ ٥٣٥. جمع شعره الدكتور حاتم الضمن ونشره في المورد انظر البيتين: ص ١٢٥. والزبرقان هو: حصن بن بدر. ولقب الزبرقان لحسنه. مخضرم عاش في الجاهلية. ثم دخل في الإِسلام وهو من سادات بني تميم وكبرائهم انظر جمهرة الأنساب: ٢١٨، والإِصابة: رقم: ٢٧٨٢، ١/ ٥٢٤ انظر توجيه إعراب البيت وشرحه في المنخّل: ٤٠، والخوارزمي: ٢١ وزين العرب: ١٧ وشرح ابن يعيش: ٢/ ٥١، والأندلسي: ١/ ٢٤٠، ٢٤١، والزملكاني: ٢/ ٧٧ وهو من شواهد كتاب سيبويه: ١/ ١٥١، انظر شرح أبياته لابن السّيرافي: ١/ ٢١٢، وشرحها لابن خلف: ١٤٠، وشرحها للكوفي: ٣٨، ٥١، والخزانة: ٢/ ٥٣٥.
(٣) في (ب).
(٤) في (ب).
(٥) لم أجد من نسب هذا البيت إلى قائله إلّا ابن خلف وهو أبو الربيع سليمان بن بنين بن خلف بن عوض النحوي الشّافعي المتوفى في ١٧ رمضان سنة ٦١٤ هـ في كتابه: (لباب الألباب في شرح أبيات الكتاب) فإنه نسبه إلى الأخطل.
وهذه النسخة عليها خط البغدادي صاحب الخزانة، وترجمة للمؤلف يبدو لي أنها بخط أحمد بن مكتوم القيسي … ، وكتب عليها: وهو النصف الأول نسخ من نسخة المصنّف ليوسف بن عمر بن علي رسول عفا الله عنه. وهو أحد ملوك الرسوليين في اليمن. ولم أجد هذا البيت في شرح السّكري لديوان الأخطل، وقد وجدت فيه قصيدة على وزن البيت وقافيته، ولا يبعد أن يكون البيت منها انظرها في الديوان:
وانظر توجيه إعراب البيت وشرحه في المنخّل: ٣٩، والخوارزمي: ٢١، وشرح ابن يعيش: ٢/ ٥١، ٥٢، والأندلسي: ١/ ٢٤١، والزملكاني: ٢/ ٧٧، =

<<  <  ج: ص:  >  >>