للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بمعنى اللَّامِ، والزينةُ كانت مفقودةً وقتَ الخَلقِ؟ أجبتُ: أنَّ (١) المَعنِيَّ بكونه مقارِنًا أن يكونَ (٢) متقدّمًا على الأوَّلِ، أمَّا إذا كانَ متأخِّرًا عنه فلا بأسَ، كما لو قلتَ: شربتُ النَّقيعَةَ إصلاحًا (٣) للبدنِ، فالإِصلاحُ غيرُ واقعٍ عندَ الشُّرب، ألا تَرى أنَّ معناه شربتُ النَّقيعةَ لإِصلاحِ البدنِ، وكذلك (٤) لا يَقْتَضِي أن يكونَ الإِصلاحُ واقعًا وقتَ الشُّربِ كما لو قلتَ: سافرتُ لِأَحُجَّ، فإنّ ذلك لا يُوجِبُ أن يكونَ الحَجُّ واقعًا وَقتَ السَّفرِ، كذا هذا. فإذا فاتَ شيءٌ من هذه الشَّرائِطِ فلا بُدَّ من اللامِ فيه ليكونَ (٥) الكلامُ أقلَّ إدراجًا.

قالَ جارُ اللهِ: "فصلٌ؛ ويكونُ معرفةً ونكرةً، وقد جَمَعَهَا العجَّاجُ في قوله (٦):

يركبُ كلَّ عاقرٍ جُمهورِ … مخافةً وزعلَ المَحبُورِ

والهولَ من تَهَوُّلِ الهُبُورِ"


(١) في (أ).
(٢) في (أ) أن لا يكون.
(٣) في (ب) إصلاح.
(٤) في (ب) فكذلك.
(٥) شرحِ الأندلسي: ١/ ٢٤٣ وعقب عليه بقوله: هذا غلط منه فإنّ العلة لا تتأخر وإنما الإِصلاح متمثلًا عند الشارب وهو الباعث له على الشرب … وما ذكره من المثال ليس مفعولًا له نحويًا، لأن المفعول له النحوي هو المنصوب.
(٦) ديوان العجاج: ١/ ٣٥٥.
انظر توجيه شرحها وإعرابها في المنخّل: ٤١، والخوارزمي: ٢١، ٢٢ وزين العرب: ١٧، وشرح ابن يعيش: ٢/ ٥٤، والأندلسي: ١/ ٢٤٣، والزملكاني: ٢/ ٨١. وهو من شواهد كتاب سيبويه: ١/ ١٨٥، وشرح أبياته لابن السّيرافي: ١/ ٤٧، وشرحها لابن خلف: ١/ ١٥٩، وشرحها للكوفي: ٢٥. وهو من شواهد الإِيضاح العضدي لأبي علي الفارسي: ١٩٧، وانظر شرح أبياته للحسن بن عبد الله القيسي: ٤٦، وشرحها لأبي الحجاج يوسف بن يسعون: ٧٨، والأصول لابن السراج: ١/ ٢٥١، والخزانة: ١/ ٤٨٨ وقد ضمّنه ابن معطي في ألفيته: انظر شرحها للرعيني: ٢/ ٨٧، وشرحها لابن الخباز: ٤٥، وشرحها لابن جمعة الموصلي المشهور بابن القواس: ٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>