للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[بَابُ الحَال]

قالَ جارُ اللَّهِ: "الحالُ، شُبِّهَ الحالُ بالمفعولِ من حيثُ إنَّهما فَضلةٌ مثلُه، جاءَت بعد مُضِيّ الجملةِ، ولها (١) بالظَّرفِ شَبَهٌ خاصُّ، من حَيْثُ أنَّها مَفعولٌ فيها".

قالَ المُشَرِّحُ: أنا لا أَتَعَجَّبُ من شيءٍ يُعجبني من هؤلاءِ، بإضافتِها إلى الأحكامِ التي بُنيت على أصولٍ أَصيلةٍ، وأركانٍ وثيقةٍ، إلى أدنى مُشابَهَةٍ بين الشَّيئين، أَلم يَعرِفوا أنَّه ما من شيءٍ إلَّا وهو يُشبهُ شيئًا، ثم لم يَحظَ المُشَبَّهُ بحكمِ المشبه به؟! بدليلِ: أنَّ الفقيرَ قد يُشبِهُ في شيءٍ الأميرَ، ثُمَّ لا يُبَجَّلُ تَبْجِيلَ الأميرِ، إنَّما قِياسُ الشَّبَهِ على ما ذكرتُه، أن يكونَ الشَّيءُ يُشْبِهُ (٢) الشَّيءَ لا يَفوتُه إلَّا الصُّورةَ، والحالُ في الحَقيقةِ خبرُ "كان" (٣)، ألا تَرَى أنَّك إذا قلتَ: جاءَ زيدٌ راكِبًا، فكأنَّكَ قلتَ: جاءَ زيدٌ


(١) في (أ) ولهذا.
(٢) في (ب).
(٣) نقل الأندلسي في شرحه: ١/ ٢٤٤ نصّ المؤلف هنا وعقّب عليه بقوله: الذي قاله من أنّ الحال خبر كان هو المذهب الكوفي، وهو باطل، فإنّ الحال لا يكون إلا نكرة في الغالب، وخبر كان ليس من شرطه ذلك، بل قد تجيء معه معرفة مضمرًا ومظهرًا نحو كنته، وكان زيد أخاك، والحال لا تكون مضمرة البتة، وأيضًا فخبر كان هو خبر المبتدأ بكماله، ولا كذلك الحال فإنها ليست كل الخبر، بل فضلة أو بعض منه، وأيضًا فخبر كان لا يتم دونه الكلام، والحال من شرطها أن يتم دونها الكلام، وتقدر بفي ولا كذلك خبر كان ..

<<  <  ج: ص:  >  >>