للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلتَ: انتفَى عَنّي كَذا، فعلى هذا إذا قلتَ: جاءَني القومُ عدا زيدًا، فيكونُ انتصارُ المستثنى فيها بنَزْعِ الخافِضِ، وفَرَّقَ بعضُهم بينَ خَلا (١) وعَدا. فقال خَلا يقعُ فيما قَرُبَ وفيما تَبَاعَدَ، وتَقول (٢): "عداني الشيءُ" فيما قَرُبَ منك (٣).

قالَ جار الله: "فأمّا (٤) "ما عَدا" و"ما خَلا" فالنصبُ ليس إلَّا".

قال المشرّح: (ما) في "ما عَدا"و"ما خَلَا" هي المَصدَرِيَّةُ. وقال شيخُنا: أي وَقتَ عَدو بعضهم زيدًا، ونظيره قولهم (٥): "رَجَعَ زيدٌ عَودَه على بَدئِه". بنصبِ عودَه.

قَال جار الله: "وكذلكَ "ليسَ" و"لا يكونُ"، وذلك: جاءَني القومُ، أو ما جاءَني عدَا زَيدًا، وخَلا زَيدًا، وما عَدا زَيدًا، وما خَلا زيدًا قال لَبِيدٌ (٦):

* أَلا كلُّ شيءٍ ما خَلا الله بَاطلُ *

وليسَ زيدًا، ولا يكونُ زيدًا.


(١) في (أ) جاوز.
(٢) في (أ) ويقال.
(٣) النص في شرح الأندلسي: ١/ ٢٧٦ عن الخوارزمي.
(٤) في (أ) وأما.
(٥) النص في شرح الأندلسي ١/ ٢٧٧ عن الخوارزمي.
(٦) ديوانه: ٢٥٦ وتمامه:
وكل نعيم لا محالة زائلُ
من قصيدته التي أولها:
ألا تسألات المرء ماذا يحاول … أنحب فيقضى أم ظلال وباطل
وانظر توجيه إعرابه وشرحه في المنخل: ٤٦، والخوارزمي: ٢٥، وزين العرب: ١٨ وشرح ابن يعيش: ٢/ ٧٨، والأندلسي: ١/ ٢٧٧، والزملكاني: ٢/ ١١١ وهو من شواهد المغني الشاهد رقم: ٢٢١، وشرح شواهده للسيوطي: ١٣٤ وشرح أبياته للبغدادي: ٣/ ١٥٤، ١٥٥. والعيني: ١/ ١٥، ٣/ ١٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>