للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذي بايعَ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-. دَخَلَ ابنُ عبّاسٍ إلى بعضِ الأنصارِ في وليمَةٍ فقامُوا، فقالَ: "بالإِيواءِ والنَّصرِ … " الحديثُ نُقِلَ عن "بصائرِ أبي حيَّان التَّوحيدي" (١) بِخَطِّ جارِ اللهِ، وأراد بالإِيواءِ والنَّصر ما في قولِهِ تعالى: {وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا .... } (*) فاستعطَفَهم بما وَرَدَ فيهم، وما هو من خَصَائِصِهم.

قالَ جارُ اللهِ: وفي حَدِيثِ عُمَرَ: عَزَمتُ عليكَ لما ضَرَبَت كاتِبَكَ سَوطًا بمعنى إلَّا ضربتَ.

قالَ المشرِّحُ: في (٢) حَدِيثِ عَمَرَ: رِوايةٌ أُخرى عن يَحيى بن كَثيرٍ أنَّ كاتِبًا لأبي مُوسى كَتَبَ إلى عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ من أَبو (٣) موسى فكتَبَ إليه عُمَرُ: إذا أَتَاكَ كِتابي هذا فاضرِبهُ سَوطًا واعزَلهُ عن عَمَلِك.

قالَ جارُ اللهِ: فصلٌ، والمُسْتَثنى يُحْذَفُ تَخْفِيفًا، وذلك قولهم: ليسَ إلَّا، وليس غيرُ.

قالَ المشرّحُ: الكُوفُّيون يقولونَ: لا غَيرَ بفتحِ الرَّاءِ، بمنزلةِ لا ريبَ فيه والبَصريُّون يضمُّونه على الغَايةِ، قال أَبو سَعِيدٍ السِّيرافيّ: فالحَذفُ الذي يَستعملونه بعدَ إلَّا وغيرِ، إنما استَعْمَلُوه إذا كانت إلَّا وغيرُ بعدَ لَيسَ فَقَط. وأمَّا معنى "لَيسَ إلَّا" فقد مَضَى.


(١) (أبو حيّان: … - ٤٠٠ هـ) علي بن محمد بن العباس التوحيدي أبو حيان، من أعيان أدباء القرن الرابع الهجري. مولده بشيراز، وقيل: بنيسابور، ووفاته سنة ٤٠٠ هـ صحب ابن العميد والصاحب بن عباد فلم يحمدهما وألف فيهما مثالب الوزيرين. قال ابن الجوزي: زنادقة الإِسلام ثلاثة ابن الراوندي والتوحيدي، والمعري وشرهم التوحيدي فإنهما صرحا ولم يصرح.
أخذ علم العربية عن أبي سعيد السيرافي، وهو كثير الذكر له والثناء عليه في مؤلفاته. انظر ترجمته في معجم الأدباء: ٥/ ٣٨٠، وميزان الاعتدال ٣/ ٣٥٥.
والنّص في كتابه البصائر والذخائر: ١/ ٣١٨ تحقيق الدكتور إبراهيم الكيالي.
(٢) في (ب) يوجد في …
(٣) في (أ) أبي.
(*) سورة الأنفال: آية: ٧٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>