للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالَ المشرّحُ: خبرُ "لا" النافية للجنسِ مَرفوعٌ سواءً كان اسمها مفردًا مَفتوحًا أو مُضَافًا أو مُضارِعًا لَه.

قالَ جارُ اللهِ: "أمّا قولُه:

لا نَسَبَ اليومَ ولا خُلَّةً

فعلى إضمارِ فعلٍ، كأنَّه قالَ: ولا أرى خُلّة، كما قالَ الخليلُ في قولِه:

أَلا رَجُلًا جَزَاهُ الله خَيرًا

كأنَّه قالَ: أَلا تُرُونَنِي رَجُلًا. وزَعمَ يُونسُ أنَّه نَوَّنَ مُضطَرًّا".

قالَ المُشرِحُ: في قوله: (ولا خُلّةً) وجهان:

أحدهما: - وهو قولُ (١) يونس أن يكونَ هذا مَحمولًا على ضَرورةِ الشِّعرِ، وهذا لأنَّ الأصلَ في اسمِ لا أن يكونَ منصوبًا مُنوَّنًا إلا أنه تَرَكَ هذا القياس، وللشَّاعِر أن يَعملَ بهذا القياسِ المَهجُورِ في ضَرورةِ الشِّعرِ، فحاصلُ المسألةِ أنّه أعادَ تنوينَ المَبنِيّ في ضَرورةِ الشّعرِ، كما يُعادُ تَنوينُ المُنصَرِف فيها.

الثاني: أنَّ المُفردَ في بابِ "لا" النَّافية للجنسِ لا يُبنى لذاتِه، بل لتَضَمُّنه مَعنى "مِنْ" الاستغراقيّة، وذلك للحاجَةِ إلى مَعنى التأكيدِ والمُبالغة، وها هنا قد انكسرتِ الحاجَةُ بالعَطفِ، فإن سَألتَ: متى يَكونُ العَطفُ دافِعًا للحاجَةِ، إذا كان المَعطُوفُ على صورةِ المعطوف عليه أم إذا لم يَكُن؟ أجبتُ: إذا كانَ الواو جامِعًا بين المَعطوفِ والمَعطوفِ عليه فيما يُثبِتُهُ (٢)


(١) انظر قول يونس في الكتاب: ١/ ٣٥٩، والأصول لابن السراج: ١/ ٤٨٦ وكتاب الغرة في شرح اللمع لابن الدّهان: ٦٧. قال ابن الدّهان: قال سعيد: النّصب بالتنوين في المفرد المعطوف على المبني مع لا، ولا يجيزه يونس وجماعة من النحاة إلّا على الضرورة.
(٢) في (ب) يثبت.

<<  <  ج: ص:  >  >>