كتاب التخمير شرح المفصل في صنعة الإعراب

[القسم الأول في الأسماء] - [باب المنصوب بلا النافية للجنس] - ج: 1 - ص: 502

المُحَصِّلة: -بالكَسرِ- المرأةُ التي تَنخُلُ تُرابَ المَعدَنِ لتَستَخرِجَ الذَّهبَ، وتَبِيثُ: أي تُثِيرُ ترابَ المَعدَنِ.

قَالَ جارُ اللَّهِ: "وحقُه أن يكونَ نَكِرَةً، قالَ سِيبويهِ (١): واعلَم أنَّ كلَّ شيءٍ حَسُنَ لك أن تُعْمِلَ فيه "رُبُّ" حَسُنَ لك أن تُعْمِلَ فيه "لَا"، وأمَّا قولُ الشَّاعِرِ (٢):

* لا هَيْثَمَ اللَّيلةَ للمَطِيِّ *

وقولُ ابنِ الزَّبِيرِ الأسَدي (٣):

---

= للرّد على أوهام بعض العلماء الذين تعرضوا لشرح الشواهد، فردّ على ابن سيدة في شرحه شواهد الجمل، وردّ على أبي بكر خازم بن خازم المخزومي القرطبي في شرحه لشواهد الجمل أيضًا، وردّ علي أبي الحجّاج الأعلم الشنتمري في شرحه أبيات الكتاب. قال عند ذكره لهذا البيت في ردّه على الأعلم: وأدخل قول الشاعر:
ألا رجلًا جزاه الله خيرًا … يدلّ على محصّلة تبيت
بالتاء المعجمة باثنتين، وإنما هو "تبيث" بثاء معجمة بثلاث، والعرب تقول: بثت الشيء بوثا، وبثته بيثًا إذا استخرجته، فأراد امرأة تعينه على استخراج الذهب وتخليصه من تراب المعدن، وفسره الأعلم على ما وقع في كتاب سيبويه فقال: طلبها للمبيت، أمّا للتحصيل، وإما للفاحشة، وهذا وهم والصواب ما قدمنا.
أقول: المعنى الذي ذهب إليه ابن هشام اللّخمي صحيح فإن بيث أو بوث بمعنى الاستخراج ذكر ذلك في أكثر معاجم اللّغة، إلّا أنني لم أجد من روى هذا البيت على هذا الحرف غيره. ونظرًا إلى أنّ البيت من قصيدة تائيّة ذكرها البغدادي في الخزانة: ١/ ٤٥٩، ٤٦٠ فلا يصحّ أن يكون البيت حرف رويه الثاء كما ذهب ابن هشام، وإن كان تفسير الخوارزمي لمعنى البيت يدل على الرواية عنده بالثاء المنقوطة ثلاثًا كما ذهب إليه ابن هشام.
(١) الكتاب: ١/ ٣٤٥، وشرحه للسّيرافي: ٣/ ٨١، ٨٢ وشرحه للرّماني: ١/ ٢٦٤، والنكت عليه للأعلم الشنتمري: ١١٩.
(٢) لم أعثر على قائله، وهو من شواهد كتاب سيبويه: ١/ ٣٥٤. توجيه إعرابه وشرحه في المنخّل: ٥٣، والخوارزمي: ٣٠ وزين العرب: ٢٠ وشرح ابن يعيش: ٢/ ١٠٢، ١٠٣، والأندلسي: ١/ ٢٠٤، والزملكاني: ٢/ ١٣١ وانظر: المقتضب: ٤/ ٣٦٢، وابن الشجري: ١/ ٣٢٩ والمصباح لابن يسعون: ٣١، والخزانة: ٢/ ٩٨.
(٣) هو عبد الله بن الزّبير الأسدي، من أهل الكوفة، انقطع إلى مدح مصعب بن الزّبير ترجمته في الأغاني: ١٤/ ٢١٧، والخزانة: ١/ ٣٤٥ وقد جمع شعره الدكتور عبد الله الجبوري ونشره سنة ١٩٧٤ م.