للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعثَ النُّعمانُ بنُ المُنذِرِ جَيشًا إلى بَني سُليم لشيءٍ كان وَجِد عليهم من أَجلِه، وكان على الجَيشِ رَجُلٌ يعرفُ بكافرِ (١) بن فَرنتا (٢)، أو عمرو بن فَرنتا، فمرَّ الجيشُ على غَطفَانَ فاستَجاشَهم على بَنِي سُلَيمٍ، فَجاشوا، ثُمّ هَزَمَت بنو سُليمٍ الجَيش، وطَعِن عمروُ بن فَرنتا وأُسر، ومتَّت غَطَفَانُ إلى بَنِي سُليم بالرَّحمِ التي بَينَهُم فقالَ أبو عامرٍ جَدُّ العَبّاسِ بنِ مرداسٍ قَصيدةً ذَكَرَ فيها أنَّ ما بَينَنَا وبينَ غَطَفَانَ قد انقَطَعَ بما عَمِلُوِه. وأوَّلُها:

إنَّ بغيضًا نَسَبٌ ناسخٌ … ليسَ بِمَوثوقٍ ولا وائِقِ

لا صُلحَ بَينِي فاعلَموه وَلَا … بَينكُم ما حَمَلَت عاتِقِي (٣)

سَيفِي وما كُنَّا بِنَجدٍ ومَا … قَرقَرَ قُمرُ الوادِ بالشّاهِقِ

نسبٌ فاسخٌ: أي باطلٌ، لا يجبُ أن يُراعى، لأنَّهم بَدؤُونا بالحربِ، وأعانُوا عَلَينا جَيشَ الملكِ، ولم يُراعوا ما بَينَنَا وبينَهم من الرَّحمِ، فنحن أيضًا لا نُراعي لَهُم ذلك، ولا نَعطِفُ عَلَيهِم، ولا نَكُفَّ من أَجلِ نَسَبٍ بينَنا وبَينَهم، وقد تَفاقَمَ فيما بينَنَا وبينَهُم الأمرُ، فلا يُرجى صَلاحُه فهو كالفَتقِ الواسعِ في الثَّوب يتعَبُ من يُريدُ أن يَرفِيهِ (٤).

وأمَّا تمامُ البيتِ الثاني كما رأيتُه في (حاشِيَةِ المُفَصّلِ) (٥):

يدلُّ على مُحَصِّلةٍ تَبِيث (٦)


(١) في (أ) عامر؛ وما أثبته من (ب) تؤيده المصادر الأخرى، وأهمها شرح أبيات الكتاب لابن السيرافي، الذي هو مصدر المؤلف فيما يظهر لي والله أعلم.
(٢) ساقط من (أ).
(٣) وردا في الإنصاف: ٣٨٨، وقد ينسبا إلى أبي الرّبيس التّغلبيّ.
(٤) في (ب) يرتفه.
(٥) لم أجده في النسخة التي عندي من حاشية المفصّل، وهي نسخة ليدن رقم ١٦٤، وهذا ما جعلني أعتقد أنّ هذه النسخة مختصرة عن حاشية المفصّل، وليست هي الحاشية الأصلية.
(٦) تقدّم تخريج هذا البيت فيما سبق وأريد أن أضيف هنا فائدة وجدتها في كتاب شرح شواهد الجمل لابن هشام اللخمي المسمّى: بـ "الفصول والجمل … ورقة: ٥٦ في فصل خصّصه =

<<  <  ج: ص:  >  >>