للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونظيرُ هذه المسألةِ: إذا وَقَفْتَ على رجلٍ في: "جاءني رجلٌ"، أسقطت التّنوينَ، وإذا وقفت على رجلان في: "جاءني رجلان" لم تُسقِط النُّون، وذلك لأنَّ النُّونَ ها هنا عِوَضٌ عن التَّنوين، والتَّنوينُ حَيثُ يَسْقُطُ تَبَعًا لِحَرَكَتِهِ، والحَرَكَةُ ها هنا قائمةٌ، وهي الألفُ. نَهَارُ: هو (١) عَلَمٌ منقولٌ من نَهَارٍ ضِدَّ لَيلٍ، تَوسِعَةٌ: بفتحِ التَّاء المثناة الفوقانية وكسرِ السّين المُهْمَلَةِ.

قالَ جارُ اللَّهِ: "وأَمَّا قولُهم: لا أَبًا لك ولا غُلامَي لك، ولا ناصِرَي لك فمشبَّهٌ بالشُّذوذِ بالمَلَامحِ والمَذَاكِيرِ ولَدُن غُدوَةً، وقصدُهم فيه إلى الإِضافةِ، وإثباتِ الألفِ وحذفِ النُّونِ لذلك، وإنَّما أُقحِمَتِ اللَّامُ المُضِيفَةُ توكيدًا للإِضافةِ ألا تَراهم (٢) لا يَقُولون لا أَبا (٣) فيها ولا رُقيَتِي عَلَيها ولا مُجِيرِي منها وقضاءً من حَقَّ المَنْفِيّ وفي التَّنكيرِ بما يَظْهَرُ بها من صُورةِ الانفِصالِ".

قالَ المُشرّحُ: قولهم: لا أَبا لك، ولا غُلامي لَك، مُضَافٌ مِن حَيثُ المعنى غيرُ مُضافٍ من حَيْثُ الصُّورةُ، أَمَّا أنَّهُ مُضَافٌ من حَيْثُ المعنى فلِسُقوطِ النُّونِ فيه، وكونِ اللَّام مُفردةً للإِضافةِ من حيثُ المعنى، وأمَّا أنه غيرُ مُضافٍ من حيثُ الصُّورةُ فلفَصلِ اللَّام بينَ المُضافِ والمُضافِ إليه.

تخمير: قالوا: الكَلامُ يَتّصِلُ بالأوَّلِ على ثَلَاثَةِ أوجهٍ:

أحدُها: الخَبَرُ كقولِكَ لا أبٌ لك، ولا غلامٌ لك.

والثَّاني: الصَّفَةُ كقولِكَ مررتُ بغلامٍ لَكَ.

والثَّالثُ: الإِضافَةُ التي لا تُعرِّفُ كقولك: لا أَبٌ لَكَ.

ثم هَا هُنا شَيءٌ آخرٌ وهو أَنَّه لَمَّا حَصَلَ لهما صورتان مُخْتَلِفَتَان وهما لا


(١) في (ب).
(٢) في (أ) ألا ترى أنهم.
(٣) في (أ) أب.

<<  <  ج: ص:  >  >>