للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مع الموصُوفِ حرفُ النُّدبةِ كما يَلحَقُ الاسمَ بدون الصِّفةِ، ويجوزُ أن يُعرَبَ مَحمولُه على لفظِهِ أو مَحَلِّهِ كما في المَعْطُوفِ، وذلك نحو قولِهِ تَعَالَى (١): {يَاجِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ} والطيرُ (٢).

قالَ جارَ اللهِ: "وإن فَصَلتَ بينهما أَعرَبتَ الصِّفَةَ (٣)، وليس في الصِّفَةِ الزَّائدةِ عليها إلَّا الإِعرابُ".

قالَ المشرّحُ: إذا وَقَعَ الفصلُ بينَ الصِّفةِ والموصوفِ لم يكن في الصِّفةِ إلَّا الإِعرابُ، لأنَّه مع الفَصلِ يستحيلُ جَعلُهما بمنزلةِ شيءٍ واحدٍ ليس في الصفةِ الزَّائدةِ على الصِّفةِ إلَّا الإِعرابُ، وإلَّا لَزِمَ المزجُ بينَ ثلاثةِ أشياءَ، وأنَّه لا يجوزُ، ومن ثَمَّ لم يُجِيزوا رأيتُه صَحرةَ بَحرةَ نَحرَةَ على بناءِ الثلاثة.

قال جار الله: "فإن كَرَّرتَ المَنفِي جازَ في الثَّاني الإِعرابُ والبناءُ وذلك قولُكُ لا ماءَ ماءً باردًا وإن شئتَ لم تُنَوّن".

قالَ المُشَرِّحُ: المَنْفِيُّ المُكَرَّرُ بمنزلةِ المَنْفِيّ المَوصُوفِ، فكما يَجُوزُ هناك الإِعرابُ والبناءُ، كذلك هَا هُنا.

قالَ جارُ الله: "فصل" (٤)؛ وحكمُ المعطوفِ حكمُ الصِّفةِ إلَّا في البِنَاءِ قالَ:

* فلا أبَ وإبنًا مثلَ مَروانَ وابنِهِ *

وقالَ:

* لا أُمَّ لي إن كانَ ذاكَ ولا أَبُ *


(١) سورة سبأ: آية: ١٠ تقدم ذكر قراءتها.
(٢) في (أ).
(٣) في (ب).
(٤) في (أ).

<<  <  ج: ص:  >  >>