للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذْ هُم قُرَيشٌ وإذ ما مِثلَهُم أبَشَرُ

أجبتُ: من النَّحويّين من قالَ هو منصوبٌ على الحالِ لأنَّ التِقديرَ إذ ما بَشَرٌ مثلَهم "فمثلَهم" في الأصلِ صِفَةٌ لِبشَرٍ، وصِفَةُ (١) النَّكرةِ إذا تَقَدَّمت عَلَيها انتَصَبت على الحالِ، كقوله (٢):

والصَّالحاتُ عليها مغلقًا بابُ

على أنّه رُويَ عن بعض العَرَب: "ما مُسيئًا من أَعتَب" كما وَرَدَ (٣): "ليسَ الطّيبُ إلّا المِسكُ" بِرَفعِ الطِّيبِ (٤).

قالَ جارُ الله: "فصلٌ؛ ودُخُولُ الباءِ في الخبرِ نحو قولِكَ: ما زيدٌ بُمنطلقٍ إنَّما يَصِحُّ على لغةِ أهلِ الحِجازِ لأنَّك لا تقولُ: زَيدٌ بُمنطَلِقٍ".

قالَ المُشرِّحُ: هذه الباءُ الدَّاخلةُ على الخبرِ ها هنا هي لُغَةُ أَهلِ


= الديوان: ١/ ٢٣٢ من قصيدة يمدح بها عمر بن عبد العزيز وهو من شواهد كتاب سيبويه: ١/ ٣٩، وانظر شرح أبياته لابن خلف: ٢٨ وشرحها لابن السيرافي: ١/ ١٦٢، وشرحها للكوفي: ٢٩، ٣٩، وتفسير عيون سيبويه لهارون بن موسى: ١١، والنكت للأعلم: ٤٧ والمقتضب للمبرد: ٤/ ١٩١ ومجالس ثعلب: ١١٣، والجنى الداني: ٢١٣، ٤٢٢، وشرح الأندلسي: ١/ ٣١٤، الخزانة: ٢/ ١٣٠. وورد في (أ) (بشرًا).
(١) في (ب) ولأنّ الصفة.
(٢)
(٣) في (م) "ليس المسكُ إلا الطّيب" وهو سهو من الناسخ أو المؤلف رحمهما الله ولهذا القول قصة تجدها مفصّلة في مجالس العلماء للزّجاجي: ص ١ فما بعدها، وذيل الأمالي للقالي: ٣٩، وطبقات النحاة للزبيدي: ٣٨، والمزهر: ٢/ ٢٧٧، والأشباه والنظائر: ٣/ ٢٣ … ، وهذا القول أيضًا هو إحدى مسائل الحسن بن صافي ٥٦٨ هـ الملقب بـ "ملك النحاة" [إنباه الرواة: ١/ ٣٠٥] المسماة: "المسائل العشر المتعبات إلى الحشر" وقد ردّ عليه فيها أبو محمد بن بري في مؤلف مستقل في المكتبة الوطنية بباريس رقم ٣٦٤ وهو عندي، وقد نقلها ونقل ردّ ابن برّي عليها كثير من العلماء منهم السخاوي في سفر السعادة، والأندلسي فىِ شرح المفصّل، وابن النَّحاس الحلبي في التّعليقة على المقرب، وأبو حيان في تذكرة النّحاة والسيوطي في الأشباه والنظائر .. وغيرهم.
(٤) في (أ) فقط ولعلّ الصواب: "برفع المسك"، لأنّ الطيب مرفوع قطعًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>