للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثِّقلِ به، والإِكليلُ لإِحاطتِهِ بالرَّأسِ.

تَخْمِير: أَلفاظُ التَّأكيدِ كلُّها مَعارفُ إلَّا أَجمعين وما يَتبَعُهُ وذلك أن جَمعه أُقيم مقامَ إضافَتِهِ كأنَّ الأصلَ أن يُقالَ: مررتُ بالقَوْمِ أَجمعِهم، فحُذِفَ الضَّميرُ وأُقيمَ الجَمعُ بالواوِ والنُّونِ مقامَه. وذلك أنَّ أَجَمعَ له صِيغَةُ أَفعل التَّفضيلِ، ومن شَرطِ أَفعل التَّفضيلِ إذا أُضيفَ إلى مُعرَّفٍ أن يكونَ بعضَ ذلك المعَرَّفِ، ثمَّ عَدَلوا عن الإِضافةِ إلى الجَمْعِ لبقيَّةِ الشُّمولِ والإِحاطةِ.

تَخمير: الأصلُ في التَّأكيدِ بالجَمْعِ، أن يُقَدَّم "كلٌّ" على "أجمعين"، و"أجمعون" على أخواتِهِ، وهذا لأنَّ كلًّا أوسعُ باعًا وأكثرُ مَجالًا من أَجمعين بدليلِ أنَّه يَقَعُ مُبتدأ، ولا كذلك أَجمعون، فإنَّه لا يَقَعُ إلَّا تابعًا، وتقديمُ الأقوى أَولى، وأمَّا "أجمعون" فاشتقاقُهُ بيّنٌ واضحٌ وكذلك أخواتُهُ فإنَّها غيرُ مشتقَّةٍ اشتقاقًا بيِّنًا وتقديمُ المَعْرُوفِ البَيِّنِ أولى. فإن سألتَ: قَد تقدَّمَ غيرُ المَعروفِ بطريقِ الحجابةِ والنّيابةِ؟ أجبتُ: أمَّا في التَّأكيدِ فلا، والدَّلِيلُ عليه قَولهم: "هو (١) حَسَنٌ بَسَنٌ (٢) " و"شيطانٌ لَيطانٌ" (٣).

قالَ جارُ الله: "فَصلٌ، وأَكتعون، وأَبتعونَ وأَبصَعونَ إتباعاتٌ لأجمَعون ولا تجيءُ إلَّا على أَثَرِهِ. وعن ابن كَيْسَانَ، تَبتدِأُ بأيَّتِهِنَّ شِئتَ بعدَهما، وسُمعَ أَجمعُ أبصعُ، جُمعُ كُتعُ وجُمعُ بُتعُ وعن بعضِهم: جاءَني القومُ أَكتَعون".


(١) في (ب).
(٢) انظر كتاب الإِبدال .. للزّجاجي: ١٢، وأمالي القالي: ٢/ ٢١٦، والجمهرة: ٣/ ٤٢٩، والمخصص: ١٣/ ٣٦.
(٣) في (أ) نيطان، وبهما ورد، انظر الإِبدال .. للزّجاجي: ٧٥، وأمالي القالي: ٢/ ٢٠٩ والمخصص: ١٤/ ٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>