للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في كتاب: "الوقف والابتداء" له والرُّماني ووجدته في "شرح الكتاب"

ولعل الخوارزمي لم يغفل الإِشارة إلى هذه المؤلفات إلا لأنه لم ينقل عنها مباشرة بل نقل عنها بواسطة مراجع أخرى نقلت عنها.

وقد يهمل المصدر تمامًا ويهمل صاحب النص ويدعيه لنفسه، ويوهم أنه من كلامه هو، وهذا -وإن كان قليلًا في التَّخمير- إلا أنه يُسيء إلى الثِّقة التي كسبها في تحريه الدِّقة في نسبة النصوص بقوله: هذه ألفاظ فلان، وهذا محصول كلام فلان وكذا قال فلان في كتاب كذا.

ومن الذين استفاد منهم، وأهمل ذكرهم وذكر كتبهم ابن السيرافي أبو محمد يوسف بن الحسن السِّيرافي، فقد نقل عن "شرحه لأبيات الكتاب" نصوصًا كثيرة وأدعاها لنفسه، ولم يذكر ابن السيرافي ولا كتابه بتاتًا، لا في التَّخمير، ولا في مؤلفاته الأُخرى التي وقفت عليها. والنُّصوص التي نقلها عنه كثيرة جدًّا وقد أشرت إليها في هوامش التحقيق.

ولست أدري هل نقل الخوارزمي من كتاب ابن السّيرافي مباشرة؟ أو نقل عن "شرح أبيات الكتاب للزمخشري" الذي قال عنه أبو جعفر اللبلي ٦٩١ هـ في "وشي الحلل في شرح أبيات الجمل": ورقة: ٢: "قال الزمخشري في شرح أبيات الكتاب" … ثم قال وذكر أيضًا أبو محمد بن السيرافي في "شرح أبيات كتاب سيبويه" أيضًا ومن ثم نقله الزَّمخشري وكثيرًا ما ينقل منه الزمخشري ولا ينسبه إليه، ويوهم بذلك أنه كلامه".

وذكر بعض الإِخوة الباحثين (١) أنَّ كتاب الزمخشري في مكتبة المتحف في تركيا وأنه يقع في (١١٢) ورقة ولم أعثر عليه هناك. ويبدو أنه ضمن مجموع لم يذكر فيه اسمه، ولا يمكن لنا التأكد من هذه القضية إلَّا بعد الوقوف على الكتاب.

وعلى أية حال فالخوارزمي نقل ولم يشر وادّعى النص لنفسه وهو ليس


(١) انظر مقدمة كتاب ربيع الأبرار، ومقدمة كتاب "المحاجاة بالمسائل النحوية".

<<  <  ج: ص:  >  >>