للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صِفَةٌ لِرَجُلٍ، فهذا أحدُ الطَّريقينِ في نعتِ (١) الشَّيءِ بما هو من سَبَبِهِ.

الطَّريقُ الثَّاني: أن يكونَ لنا مَوصوفٌ، وبَعدَه صِفَةٌ مُسْنَدَةٌ إلى اسمِ مَوصولٍ في صِلَتِهِ ضَمِيرٌ راجعٌ إلى المَوْصُولِ نَحو: مَرَرتُ بِرَجُلٍ قَلِيلٍ من لا سَبَبَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ فقولُكَ: "رَجُلٌ" موصوفٌ، و"قليلٌ صِفَةٌ بَعده، وهذه الصِّفَةُ مُسْنَدَةٌ إلى اسمِ مَوصولٍ وهو "مَنْ وفي صِلَتِهِ وهو قَوْلُكَ: "لا سَبَبَ بينَه وبينَه "ضميرٌ راجعٌ وهو الهاءُ الثَّانِيَةُ إلى رَجُلٍ، وأمَّا الهاءُ الأُولى فتَرجِعُ إلى "مَنْ" ويُحْتَمَلُ أَن يكونَ الأمرُ على العكسِ، لكنَّ الأوَّلَ أولى، فمن لا سَبَبَ بَيْنَه وبَيْنَه من أَسباب الرَّجُلِ بواسطةِ هذه الهاء الثَّانِيَةِ الرَّاجِعَةِ إلى رَجُلٍ، وقَلِيلٌ حَالٌ لهذا السَّبب. وقد نُعِتَ (٢) بها رَجُلٌ. فهذا هو الطَّريقُ الثَّاني في نعتِ الشَّيءِ بحالِ ما هو من سَبَبِهِ، ولا فَرْقَ في نَعْتِ الشَّيءِ بِحالِ ما هو من سَبَبِهِ، بينَ أن تَقولَ: مَرَرتُ بِرَجُلٍ قَليلٍ مَنْ لا سَبَبِ بَيْنَه وبَيْنَه، وبينَ أَن تَقولَ: مَررتُ بِرَجُلٍ قليلٍ من لا وُصلة بينَه وبينَه.

قالَ جارُ اللهِ: "فَصلٌ، وكما (٣) كانت الصِّفةُ وَفقَ المَوصوفِ في إعرابِهِ، فهي وَفقُه في الإِفراد، والتَّثنيةِ والجَمِع، والتَّعريفِ والتَّنكيرِ، والتَّذكيرِ والتَّأنيثِ، [إلَّا إذا كانت فعلَ ما هو من سَبَبِهِ فإنَّها تُوافِقُهُ في الإِعرابِ، والتَّعريفِ، والتَّنكيرِ] (٤) دونَ ما سِواها".

قالَ المُشَرّحُ: الصِّفَة وَفقُ المَوصوفِ فيما ذَكَرَهُ من الأشيَاءِ السَّبعَةِ -اللَّهمّ- إلَّا إذا كانت فِعلَ ما هو مِن سَبَبِهِ فإنَّها تُوافقُه في ثَلَاثَةٍ منها وهي: الإِعرابُ والتَّنكيرُ والتَّعريفُ تقولُ: جاءَني رَجُلٌ فاضِلٌ ورأيتُ رَجُلًا فاضلًا،


(١) في (أ) بنعت.
(٢) في (ب) فقط.
(٣) في (ب) ولما.
(٤) ساقط من (أ) موجود في ط وأصوله الخطبة.

<<  <  ج: ص:  >  >>