للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومررتُ برجلٍ فاضلٍ، وجاءَني رجلان فاضِلانِ، ورأيتُ رَجلين فاضِلينِ ومررتُ برجلين فاضِلين، وجاءَني رِجالٌ فاضِلُونَ، ورأيتُ رِجالًا فاضِلينَ، ومررتُ برجالٍ فاضِلينَ، وكذلك تَقولُ: جاءَني الرَّجلُ الفاضِلُ، والرَّجُلانِ الفاضِلان، والرِّجالُ الفاضِلُونَ، وكذلك تقولُ جاءَتني امرأةٌ فاضلةٌ، وامرأتانِ فاضِلتان، ونساءٌ فاضِلاتٌ، فتوافقُ الصِّفَةُ الموصوفَ إعرابًا، وإفرادًا وَتَثْنِيَةً وجَمعًا، وتَعريفًا وتَنكيرًا وتَذْكِيرًا وتَأْنِيثًا، لأنَّ الاسمَ قد وُصِفَ ها هْنا بفعلِهِ، أمَّا إذا وُصِفَ بفعلِ ما هو من سَبَبِهِ نَحْوَ مَررتُ بامرأةٍ ضَاربٍ غُلامُها وبِرجلَينِ ضاربٍ غُلامُهما، وبِرِجالِ ضاربٍ غُلامُهم، أَو برجُلٍ ضاربٍ جَارِيتَه فتَرى كَيَف تُوافقُ الصِّفةُ الموصوفَ فيَما كان من فِعلِ ما هو من سَبَبِهِ في الثَّلاثةِ منها، دونَ غَيرها. فإن سَألتَ: إذا كانت الصِّفةُ وَفقَ المَوصوفِ في تِلكَ السَّبعةِ فكيفَ جازَ "رأيتُ رِجالًا فاضِلةً"؟ أَلَا تَرى أنَّ الصِّفةَ ها هنا لم تَتْبَعِ المَوصوفَ جَمعًا وتَذْكِيرًا.

أَجبتُ: كلُّ جَمعِ تَكسيرٍ فهو بمنزلةِ مؤنَّثٍ مُفرَدٍ، "فرِجالٌ" ها هُنا بمنزلةِ "جَماعةٍ"، ولو قُلتَ: "رأيتُ جَماعةً من الرِّجالِ فاضِلةً" كَانت الصِّفَةُ وِفقَ المَوصوفِ في جَميعِ (١) ما للمَوصوفِ، كَذَلِكَ ها هُنا هَذا.

قالَ جارُ اللهِ: أو كانَت صِفةً يَسْتَوي فيها المُذَكَّرُ والمُؤَنَّثُ نحو فَعول وفَعيل بمعنى: مَفعول، أَو مؤنَّثُهُ يَجري على المُذكَّرُ نحوَ عَلَّامةٍ وهِلباجةٍ ورَبعةٍ ويَفعةٍ.

قالَ المُشَرِّحُ: فَعول يَستوي فيها المُذَكَّرُ والمُؤَنَّثُ على الإِطلاقِ، وأما فَعيلٌ فإنَّه لا يَستوي فيها المذكَّرُ والمؤنَّثُ إلَّا إذا كانت بِمعنى مَفعول، وكذلك (٢) لا يَستوي في فَعيلٍ بمعنى مَفعول المذكَّرُ والمؤنَّثُ إلَّا إذا كانَ


(١) في (أ) في جمع.
(٢) في (أ) ولذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>