للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فاذهَبْ فما بِكَ والأيَّامِ من عَجَبِ

ولأنَّ هذا العَطْفَ ضَعِيفٌ في القِياسِ، قَليلٌ في الاستِعمالِ، أمَّا ضَعفُهُ في القِياسِ فلأنَّ المُضمَرَ المُتَّصلَ في نَحو غُلامِهِ وغُلامِكَ وغُلامي قد صارَ عِوَضًا لِما (١) كان فيه مِنَ التَّنوين، فَقَبُحَ أن يُعطَفَ عليه، كما لا يعطفُ على التَّنوين، والّذي يَدُل على أنَّ هذا المُضمَر قد صار عِوَضًا من التَّنوين وُقُوع المُعاقَبَةِ بينَ التَّنوينِ وبينَ هذا المُضمَرِ في مقامِ المُضافِ إليه، ويعضُدُ ذلك (٢) اختيارُ حَذفِهِم الياءَ في المُنادى المُضاف إلَيه كَحَذفِهم التَّنوينَ. فإن سألتَ: فكيفَ لم يَقبُحْ عَطْفُ الظَّاهِرِ المَجرورِ على الظَّاهِرِ المَجرورِ؟ أجبتُ: بأنَّ المُضمَرَ أذهَبُ في مُشابَهَةِ (٣) التَّنوين من المُظهرِ (٤) ألا تَرى أنَّ هذا المُضمَرَ على حَرفٍ كما أنَّ التَّنوين كذلك، وأنَّهما مُجتمعان في السُّكونِ بِخلافِ المُظهَرِ، ولأنَّ المُضمَرَ لا يَفصل من (٥) الاسم في الوَقف (٦) كما لا


= وقرأ بقراءة حمزة: ابن عباس، والحسن، ومجاهد، وقتادة، والنخعي، والأعمش، وابن وثاب، وابن رزين، شرح عمدة الحافظ: ٦٥٥.
وأيّد هذه القراءة من النحويين الأخفش ويونس كما في الهمع ٢/ ١٢٩، وابن مالك انظر كتابه شرح عمدة الحافظ: ٦٥٥ قال: وهو اختياري. وأبي علي الشلويني انظر حاشيته على المفصّل: ورقة ٦٢. وشرحه الكبير للجزولية: ورقة ١٨٢، وحمزة صاحب القراءة هو: حمزة بن حبيب بن عمارة بن إسماعيل التيميّ الزّيات. أحد القراء السبعة مولده سنة ٨٠ هـ ووفاته سنة ١٥٦ هـ قال الثوري: ما قرأ حمزة حرفًا من كتاب اللَّه إلّا بأثر. انظر ترجمته في تهذيب التهذيب ٣/ ٢٧، ووفيات الأعيان ١/ ١٦٧. وأمّا البيت فصدره:
واليوم قرّبتَ تَهجُونا وتَشتُمنا
ولم أجد من نسبه إلى أحد، وهو من شواهد سيبويه: ١/ ٣٩٢، وشرح أبياته لابن السيرافى: ٢/ ٢٠٧، وشرحها للكوفي: ٣٥١، والخزانة: ٢/ ٣٣٨.
وإنشاد المبرد له في الكامل: ٢/ ٣٩ وانظر أغلب كتب التخريج السابقة.
(١) في (أ) مما.
(٢) في (ب) هذا.
(٣) في (أ) مشابهته.
(٤) في (أ) من المضمر.
(٥) في (أ) بين.
(٦) في (أ) للوقف.

<<  <  ج: ص:  >  >>