للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى ذلكَ أنَّ الكنايةَ لمّا انفصَلتْ احتاجُوا فيها إلى ابتداءٍ ووقفٍ، والابتداءُ لا يكونُ إلا بالمُتحرّكِ، والوقفُ لا يكونُ إلا على السَّاكنِ، والحَرفُ الواحدُ لا يكونُ ساكنًا (١) ومُتَحرِكًا في حالةٍ واحدةٍ، فزادُوا عليهما واوًا صِلةً لضَمَّةِ الهاءِ من هو، ويا صلةً لكسرةِ الياءِ من هيَ.

حجةُ أكثر البصريين ثباتُهما في الوَقفِ والخَطِّ وتحركُهُما في الوَصلِ، وإنّما سَقَطَتَا من التَّثنيةِ والجمعِ، وذلك: هُما وهُم لأنَّهما بُنيتا (٢) على غيرِ لفظٍ واحدٍ مثل أنا ونحنُ، وما أشبَه ذلك.

قالَ جارُ الله: فصلٌ؛ "والحروفُ التي تَتَّصِلُ بإيا من الكافِ ونحوها لواحقُ للدّلالةِ على أحوالِ المَرجوعِ إليه. وكذلك التّاءُ في أنت ونحوها في أخواتِهِ، ولا مَحَلَّ لهذه اللَّواحِقِ من الإِعرابِ، إنَّما هي عَلاماتٌ كالتَّنوين وتاءِ التَّأنيث وياءِ النَّسب وما حكاه الخليلُ عن بعضِ العَرَب: إذا "بَلَغَ الرَّجُلُ السّتّين فإيّاه وإيّا الشَّوَابٌ" مما لا يُعمَلُ عليه".

قالَ المُشَرِّحُ: عنى بأحوالِ المرجوعِ إليه التَّذكيرَ والتَّأنيثَ والإِفرادَ والتَّثنيةَ والجَمعَ. الضَميرُ في أنتَ هو الهَمزةُ مع النون، ومعناه: وَضعُ اليدِ على المخاطَبِ، والتاء ها هنا بمنزلةِ الهاءِ والكافِ في: (إيّاه)، و (إيَّاك).

اختَلَف النّحويون في "إيّا" (٣) مع الكافِ ونَحوها، فقالَ الخليلُ (٤): إنّ إيًّا اسمٌ مُضافٌ إلى ما بعدَه، في موضع خَفضٍ وهو مَذهبُ سيبويه أيضًا، استَدلَّ على ذلك بما حَكاه من (٥) أنَّه سَمِعَ أعرابيًا يقولُ: إذا بَلَغَ الرّجُلُ


(١) في (أ).
(٢) في (أ) بثبتا.
(٣) في (ب).
(٤) رأى الخليل في الكتاب: ١/ ١٤١، وشرحه للسيرافي: ٢/ ٩٩، والمختصر المحتاج إليه من شرح أبي سعيد للواسطي: ١٠٤.
(٥) في (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>