للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والتَّثنِيَةِ والجَمعِ، قالَ الله تَعالى (١): {كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ} وقالَ (٢): {ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي} وقالَ (٣): {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ} وقالَ (٤): {فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ}.

قالَ المُشَرِّحُ: تَبَرَّكَ الشَّيخُ بِكتابِ الله في جَميعِ هذه الأمثِلَةِ.

قالَ جار اللهِ: "وقولُهم: ذلِكَ: هو ذاكَ زِيدت فيه اللَّامُ، وفُرِّقَ بينَ ذا وذاك وذلك، فقيلَ: الأولُ للقَريبِ، والثَّاني للمُتَوَسِّطِ، والثَّالثُ للبَعيدِ.

قالَ المُشَرِّحُ: عن عَلِيّ بن عيسى (٥): فوضِعَت ألفاظُها على حَسَبِ معانِيها وكانَ المجرّدُ من الزِّيادةِ للقَريبِ، لأنَّه بِمَنزِلَةِ المعنى المُجَرّدِ من زِيادة، وذاك (٦) للمتوسِّطِ لأنَّه زادَ عن القَريبِ بِمَرتَبَةٍ، فدخَلَتهُ زِيادَةٌ في اللّفظِ واحِدَةٌ، وذلك للأبعدِ فَدَخلَته زِيادَتان، وهذا من باب تَطبِيقِ اللَّفظِ بالمَعنى. وقالَ غيرُهُ: إنّما صارَ ذا بدُخولِ الكافِ عليه للإِشارَةِ إلى البَعيدِ وقد كانَ مَدَّ للحاضرِ القَريبِ لأنَّها لما كانَت للخِطابِ، وكان المُخاطبُ أقربَ من المُشيرِ، صار "ذا" في حكمِ البَعيدِ. ونَظيرُ ذا ذَاك، وذلك هُنا وهُناكَ وهُنالِكَ.

قالَ جارُ اللهِ: وعن المُبَرِّدِ أنَّ ذانِّك مُشَدَّدةً تَثْنِيةُ ذلك.

قالَ المُشَرِّحُ: ذانِّك مُشَدَّدَةً تَثنيةَ ذلك كان أصلُه ذانلك (٧) فأُدغمت اللَّامُ في النُّون لما بَينَهُما من قُربِ المَخرجِ ويَشهَدُ له قِراءَةُ أبي (٨) عَمروٍ: {وعادَلولّي}.


(١) سورة الذاريات: آية: ٣٠.
(٢) سورة يوسف: آية: ٣٧.
(٣) سورة يونس: آية: ٣، وفي (ب) "فذالكم" وهي آية أخرى في سورة يونس: آية: ٣٢.
(٤) سورة يوسف: آية: ٣٢، وفي (أ) "ذلكن" وهو خطأ.
(٥) هو أبو الحسن علي بن عيسى الرّماني صرّح باسمه الأندلسي في شرحه: ٢/ ٧٦.
(٦) في (أ) ذلك وهو خطأ ظاهر.
(٧) في (أ) ذنلك.
(٨)

<<  <  ج: ص:  >  >>