للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالَ جارُ الله: ومثلُ ذلِكَ في المُؤنَّثِ تلكَ وتالِكَ (١) وهي قَلِيلَةٌ".

قالَ المُشَرِّحُ: تللك من تِلك بمنزلة ذَالِكَ من ذَاكَ وأنشدَني بَعضُ الأُدباءِ البَنَاكِتِيَّة (٢):

وحانَ لِتَالِكَ الغَممُ انقشاعُ (٣)

قالَ جارُ اللهِ: "فَصلٌ؛ وتَدخُلُ ها الّتي للتَّنبيهِ على أوائِلِها تَقولُ: هاذا، وهاذَاكَ، وهاذَانِ، وهاتَانِ، وهاتِي (٤)، وهذِي، وهاتِيكَ، وهؤلاءِ، وهولا.

قالَ المُشَرِّحُ: هؤلاءِ الأُولى ممدودةٌ والثَّانيةُ مَقصورةٌ، وكذا الرِّوايَةُ فإن سألتَ: فهل يَجوزُ هاذالِك بكسر اللَّامِ أجبتُ: لا يجوزُ، وإنّما كانَ ذلِك من قِبَلِ أنَّ ها (٥) نائبٌ عن اللَّامِ الّتي هي عَلامةُ البُعدِ فَكرِهوا الجَمعَ بين علامَتين لِمعنًى واحِدٍ. فإن سَألتَ فما بالُهم لَم يَجمَعوا (٦) بينَ تِلكَ في نَحو قولِهِ (٧):

يا أَبَتَا عَلَّكَ أو عَسَاكا


(١) في (أ) ذالك وذاك.
(٢) في (أ) بعض الأدباء اليابسة، يورد الخوارزمي في مؤلفاته كثيرًا قوله "بعض اليابسة"، أو بعض الأدباء اليابسة، ولا أدري ماذا تعني هذه النّسبة هل تعني النّسبة إلى موضع ذكره الحموي في معجم البلدان "يابسة" جزيرة في بلاد الأندلس أو إلبى يابس اسم موضع لم يحدده. ولكنّ الغالب على ظنّي أنه نسبه إلى موضع في بلاد ما وراء النّهر. أما البناكتيه فهي نسبة إلى اسم موضع تقدم ذكره.
(٣) هكذا في النّسختين، وفي شرح المفصّل للأندلسي: ٢/ ٧٧ نقل عبارة المؤلف ولم ينسبها إليه. ولم أعثر على البيت بهذه الرواية، إنما وجدت بيت القطامي: ديوانه: ٣٥:
تعلّم إنّ بعد الغي رشدًا … وأن لهذه الغمم انقشاعا
فلعلّ هذا هو ذاك فغير ليصح الاستشهاد به.
(٤) في (أ) هذي وهاتي.
(٥) في (ب) إن الهاء.
(٦) في (أ) يكرهوا.
(٧) تقدم ذكره.

<<  <  ج: ص:  >  >>