للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جوابِ من يقول: جاءَني رَجُل، فأيٌّ مرتَفِعٌ بأنَّه خبر مُبتَدإِ.

تقديره: ذلك الرَّجُلُ الّذي رفعتَ اسمَه مُستَفهمٌ عنه. وكذلِكَ مَن زيدٌ، فزيدٌ مبتدأ، ومَنْ خَبَرهُ، معناه: زَيدٌ المرفوعُ اسمُه؟ مستَفهَمٌ عَنه، فمن والاسم بعدَهُ مَرفوعَا المَحَلِّ خَبَرًا ومُبتَدَأً لا مُبتَدَأً وخَبَرًا.

قالَ جارُ اللَّه: "ويجوزُ إفرادُهُ على كلِّ حالٍ وأَن يُقالُ أيًّا لمَن قالَ: رأيت رَجلين أو امرأتين، أو رِجالًا أو نِساءً".

قالَ المُشَرِّحُ: نظيرُه في الفَصلِ الأوّلِ "مَنْ" يريد إذا وَقَفَ على الأحرفِ الثَّلاثةِ وَحَّد أم ثَنَّى.

قالَ جارُ اللَّه: "ويُقالُ في المَعرفةِ إذا قالَ رأيت عَبد اللَّه أيٌّ عبدَ اللَّهِ لا غَيرُ".

قالَ المُشَرِّحُ: أيٌّ ها هُنا بالتَنوين، فإن سألتَ لِمَ لَم تقعِ الحِكَايةُ ها هنا إعرابًا [(كما وقعت في النَّكرةِ] (١)؟ أجبتُ: لأنَّ الحِكايَةَ بِقَالَ وقَد وَقَعَتْ تَنْكِيرًا فجازَ أنَّ تَقَعَ إعرابًا أمَّا ها هُنا فَبِخِلافٍ، وذلك أنَّ الحكايةَ لم تَقَعْ تَعريفًا فَجَاز أن لا يَقع إعرابًا. فإن سَألتَ: فما بالُهم لم يلزَموا الحِكايَة ها هُنا في المَسؤُولِ كما ألزمَتها الحِجازيَّةَ فيه (٢) في الفصلِ الأوّلِ، وذلك قولُكَ من زَيدٌ [ومن زَيدًا] (٣) ومَن زيدٍ؟ أجَبتُ: لأنَّ خَبرَ المُبتَدأ ثَمَّ غيرُ مُعرَبٍ فجازَ أن لا يُعرَب المبتدأ إعرابَه، أمَّا ها هُنا فمعرَبٌ ونظيرُ هذه المسألةِ إجازَتُهُم أيَّهم أجمعون ذاهبون، وعَدَمُ إجازَتِهِم أنَّ القَومَ أجمَعون ذاهِبُون.

قالَ جارُ اللَّهِ: فَصلٌ؛ ولم يُثبِت سِيبَوِيه "ذا" لِمعنى الّذي إلا في


(١) في (أ).
(٢) في (ب).
(٣) في (أ).

<<  <  ج: ص:  >  >>