للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَولهم: ماذا وأثبتَه الكُوفيُّون وأنشدوا (١):

عَدَسْ ما لِعَبَّادٍ عَلَيكِ إمارةٌ … أمِنتِ وهذا تَحمِلِينَ طَليقُ

أي والّذي تَحمِلينَه طَليقٌ، وهذا شَاذٌ عِندَ البَصرِيّين (٢).

قالَ المشرِّحُ: "ذا" إذا كان بِمَعنى "الذي"، فلا بدَّ عندَ البَصريّين من أنَّ يكونَ قبلَهُ "ما" لأنّه نُقِلَ من بابٍ إلى بابٍ، وذلِكَ خُروجُة عن مَعنى الإِشارة إلى الحاضِرِ إلى معنى "الّذي" وهو الغائبُ، واحتاجَ كذلك إلى الصِّلةِ كاحتياجِ الّذي، وأُدخلت قَبلَه "ما" ليؤذِنَ بِذلك كما أدخلُوها على حَيثُما حِين نَقَلُوها عن بابِ الإِضافةِ إلى الجُملة إلى بابِ الجَزَاءِ ومِثلُ هذا كثيرٌ، والكوفيُّون (٣) يُجِيزونَ أن تكون "ذا" بمعنى "الذي" وإن لم تصحَبْهُ (ما) لأنَّه الأصلُ في "الّذي" عِندَهم، فُردَّ إلى أصلِهِ، ولم يَحتَج إلى ما ليُؤذِنَ بأصلِهِ وَيحتَجُّونَ أيضًا بقولهِ (٤): {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَامُوسَى} فَيَتَاوَّلُونَه على أنَّ المعنى ما الّتي بِيَمِينِكَ (٥)، عَدَسَ: زَجرٌ للبَغلِ (٦) كأنَّه


(١) البيت ليزيد بن مفرّغ الحميرّي وهو يزيد بن زياد بن ربيعة ومفرّغ نسبة إلى جده الذي شرب سقاء لبن حتى فرغ. شاعر أموي هجاء خبيث اللسان، عاش في زمن عباد وعبيد اللَّه ابني زياد، كان معهما على صحبة، ثم خاصمهما فساماه الخسف والحبس، وأنقذه يزيد بن معاوية وأطلق سراحه فمات بالطاعون سنة ٦٩ هـ أخباره في الشعر والشعراء: ١/ ٢٧٦ والأغاني: ١٨/ ٢٥٤ وطبقات ابن سلام: ٥٥٤، ومعجم الأدباء: ٢٠/ ٤٣. توجيه إعراب البيت وشرحه في إثبات المحصل: ٦٠، والمنخّل: ٩٧، وشرح ابن يعيش: ٤/ ٢٣، وشرح الأندلسي: ٢/ ٢٠٨، وانظر المحتسب: ٢/ ٩٤، وأمالي ابن الشجري: ٢/ ١٧٠، والإِنصاف: ٣١٧، والعيني ١/ ٤٢، والخزانة: ٢/ ٥١٤.
(٢) ائتلاف النصرة: قسم الأسماء، المسألة رقم: ٤٥.
(٣) لم تظهر في (أ).
(٤) سورة طه: آية ١٧.
(٥) انظر الخلاف في المسألة في كتاب الإِنصاف: ٧١٧ المسألة رقم: (١٠٣) وائتلاف النصرة في اختلاف نحاة الكوفة والبصرة: المسألة رقم: (٥٩) في قسم الأسماء.
(٦) وقيل: هو اسمها، قال ابن المستوفي في إثبات المحصل: ٦٠ كذا قالوا والصحيح أنّه زجرها به ولم تكن له، لأنّها من بغال البريد كما تقدم، وقال الأصمعي في باب من الزّجر في كتاب: "الفرق" له ويقال للحمار حرّ وللبغل عد وعدس قال ابن مفرغ وأنشد بيته المذكور.

<<  <  ج: ص:  >  >>