للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

زَجَرَهَا ثُمَّ قال: ما لِعبَّادٍ عَليك إمارةٌ، ويُحتَمَلُ أن يُرادَ بها البَغلُ تَسمِيَةً لها بزجرِه كما في قولِهِ (١):

إذا حَملتُ بزَّتِي على عَدَسْ

بعضُ البَصريّينَ خَرَّجَ البيتَ فقالَ: هذا على أصله من الإِشارِةِ وحَمَلَ تَحمِلين على الحالِ من "هذا" بمَعنى حاملةً له (٢) وكذلك: "بِيَمينِك" يَجوزُ أنَّ تكونَ ظَرفًا في مَوضعِ الحالِ.

قالَ جارُ اللَّهِ: ذَكَرَ سيبويهِ (٣) في "ماذا صَنعتَ" وَجهَينِ:

أحدُهُما: أن يكونَ المعنى أيُّ شيءٍ الّذي صَنَعتَهُ، وجوابُه حَسَنٌ بالرَّفعِ وأنشدَ لَبيد (٤):

ألا تَسألانِ المرءَ ماذا يُحَاوِلُ … أنَحبٌ فَيُقضَى أم ضَلالٌ وباطلُ

والثّاني: أن تَكونَ "ماذا" كما هو بمنزلةِ اسم واحدٍ كأنَّه قيلَ لَه: أيُّ شيءٍ صَنعتَ، وجَوابُه بالنَّصبِ.

قالَ المُشرِّحُ: والّذي يَدُلُّ على أنَّها بِمَنزلَةِ شيءٍ واحدٍ قالَ العَرَبُ


(١) لم ينسب هذا الرجز وتمامه:
إذا حملت بزتي على عدس … على التي بين الحمار والفرس
فما أبالي من عزا ومن جلس
انظر: إثبات المحصل: ٥٩، والمنخّل: ١٤٦، ونسخة أخرى ٩٨، وانظر: المحتسب: ٢/ ٩٤، والمخصص: ٦/ ١٨٣، والاقتضاب: ٣٩٥، وشرح ابن يعيش: ٤/ ٧٩، والخزانة: ٢/ ٥١٧.
(٢) في (أ).
(٣) الكتاب: ١/ ٤٠٤.
(٤) البيت في ديوانه: ٢٥٤، وانظر توجيه إعرابه وشرحه في إثبات المحصل: ٦٠، والمنخل: ٩٨ وشرح ابن يعيش: ٤/ ٢٣، وانظر كتاب سيبويه: ١/ ٤٠٤، ومعاني القرآن للفراء: ١/ ١٣٩، وإيضاح الوقف والابتداء: ١/ ٣٢٥، والجمل للزجاجي: ٣٣١، وانظر شرح أبياته لابن سيدة: ٦٤، والحلل: ٣٣٩، والفصول والجمل … / ٢٣٧ ووشي الحلل: ٥٤، والعيني: ١/ ٧، ٤٤٠، والخزانة: ١/ ٣٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>