للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسيرُها المُتَقَاذِفُ (١) مبتدأ (٢) وصِفة، وأمام المَطايا خَبَرُه، ويُروى (٣):

بِحَيَّهلًا عجلى (٤) الرَّواحَ رَمى بِهَا … أمامُ المَطايا ...............

عجلى: اسمُها، ومَعناه: يا عَجلي، الرَّواحَ منصوبٌ، لأنَّه مَصدرٌ في مَوضعِ فِعلِ الأمرِ، ومَعناه: رَوِّحي الرَّواحَ، وتَقولُ بهذا القول رَمى بهذه (٥) النّاقةِ سَيرُها قُدام الإِبلِ، والمعنى: هذا الزجر لها كان سَبَبًا لِسراعها وتَقَدُّمِها الإِبلَ. هذا البيتُ الثَّالثُ للنَّابغةِ الجَعديِّ.

قال جارُ اللَّه: "بَلْهَ" على ضربين، اسمُ فعلٍ، ومصدرٌ بمعنى التَّرك مضافٌ، يقالُ: بَله زَيدٍ [كأنّه قالَ: تَرك زَيدٍ] (٦)، وأنشد أبو عُبيدٍ (٧) قوله:

بَلهَ الأكفِ كأنَّها لم تُخلَقِ

منصوبًا ومجرورًا، وقد رَوى أبو زَيدٍ فيه القلب إذا كان مَصدرًا وهو قَولُهم بَهلَ زَيدٍ.

قالَ المُشَرِّحُ: صَدرُ البيت (٨)


(١) شرح الأندلسي: ٢/ ١٢٥.
(٢) في (أ).
(٣) هذه الرواية لم ترد في الديوان، وانظرها في عرائس المحصل: ٢/ ٨٠.
(٤) في (أ) عجلى.
(٥) في (أ) هذه.
(٦) في (ب).
(٧) في (أ) أنشد أبو عبيدة، وكذلك في المفصل (ط)، أمّا نسخة الصغاني فهي كما أثبته وكذلك أغلب شروح المفصّل، وفي نسخة (طهران) من المفصل تحرف إلى (عبد اللَّه) والمقصود هو أبو عبيد القاسم بن سلّام، وهذه الرواية عنه موجودة في كتابه "غريب الحديث": ١/ ١٨٦. قال أبو عبيد والأكف ينشد بالخفض والنّصب على معنى دع الأكفّ. توجيه إعراب البيت وشرحه في إثبات المحصّل: ٦٣ والمنخّل: ١٠٠ وشرح الخوارزمي: ٦٣، وزين العرب: ٣٤، وشرح ابن يعيش: ٤/ ٤٧. وانظر: كتاب الشعر لأبي علي: ١٠، وشرح الأشموني: ٢/ ١٢١، والتصريح: ٢/ ١٩٩، والخزانة: ٣/ ١٠.
(٨) لكعب بن مالك الأنصاري، ديوانه: ٢٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>