للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال المشرِّح: إنما يوافقُ ينو تَميمٍ للحِجازيين لأنَّ الراءِ أشدُّ مُناسبةً للكَسرةِ من سائِر الحُروفِ، ولذلِكَ نَرى الألثَغَ يخرِجُ الرّاءَ ياءً، ومن ثَمَّ تُمللُ مع الراءِ المكسورةِ الفَتحةُ، وذلِكَ في نحو: مِنَ الصغرِ ومِنَ الكبرِ، ولهذا نقلت (١) الراءُ المكسورةُ إلى الحروفِ المُستعليةِ، ولا كذلك سائرُ الحروفِ، حَضارِ وجَعارِ: لِكوكبين يَطلُعان قبلَ سُهيلٍ وهما المُحلِّفان لِتَحالُفِ (٢) النّاسِ بكلِّ واحدٍ منهما، يَحلِفُ بَعضُهم أنّه سُهَيلٌ، ويحلِفُ البَعض أنه لَيس به. البيتُ للأعشى، وهو على مَذهبِ ذلِكَ القليلِ (٣). فإن سألتَ لَعلَّ تَحويلَه مُعربًا لِضرورةِ الشّعرِ؟ أجبتُ: ذكَرَ الشيخُ أنَّ ضَرورةَ الشّعرِ لا تجيزُ إعرابَ المبنيِّ. ما بعدَ البيت (٤):

وَحيِّ بالحيِّ من جَديسٍ … يومٌ من الشَّرِّ مُستطارُ

وأهلَ جَوٍّ أتت عَليهم … فأفسدَت عَيشَهم فبَارُوا

وقَبلهُم غالت المَنَايَا … طَسما ولم يُنجِهِم حِذارُ

بادُوا كَما بادَ أوَّلوهُم … عَفَّى على آثارِهِم قِدَارُ

زَعم ابنُ إسحاقَ (٥): أنَّ أميمَ بن لاوذ بن سام بن نوح نَزلوا "وَبَارِ" فكثروا وزَركوا ثم عَصَوا فأصابتهم من اللهِ نِقمَةٌ فَهلكوا وَبقِيَت منهم بقيّةٌ يقال لهم النّسناسُ للرّجُلِ منهم يدٌ ورِجلٌ من شِقٌّ واحد ينفُرون نَفر الظباءِ. و"وَبارِ" بلادٌ لا يطؤُها أحدٌ من الإِنسِ لما فيها من حسِّ الجِنِّ، وهي فيما


= ٢/ ٢٣٩ والتعليق المختصر: ١٨ وشرحها للكوفي: ١٤٢، وانظر المقتضب: ٣/ ٥٠، ٣٧٦، وأمالي ابن الشجرى: ٢/ ١١٥ والمحصول في شرح الفصول: ١٩٥، وشرح الأشموني: ٣/ ٢٦٩ ..
(١) في (أ) يغلب.
(٢) في (ب) لحلف.
(٣) في (أ) القائل وفي شرح الأندلسي: ٢/ ١٣٠ القبيل.
(٤) الديوان ص ٢٨١ - ٢٨٢ وردت الأبيات في الديوان غير متتالية، وانظر اختلاف الرّواية هناك.
(٥) هو صاحب السيرة التي هذّبها ابن هشام.

<<  <  ج: ص:  >  >>