للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التَّجاؤبِ في قَوسٍ. أجبتُ: لِئلَّا يَستَغرِق حروفَ الكَلِمةِ ضَمَّاتٌ.

وإن لم يَكُن كقولهم: "ضَرَبَه فما قالَ حَسِّ ولا بَسِّ" فإنّما بُنِيَ على الكَسرِ لئلَّا يُوهِم الفَتحُ أنَّهما فِعلان ماضيان، من الحَسِّ، وهو الفَتلُ والاستئصالُ ومن البَسِّ وهو السَّوقُ الرَّقيقُ اللَّينُ وهي (إيخ) و (هيخ) بمعنى، وكلُّ منهما بكسرِ الهاء ونَخّ بفتحِ النُّون وهي مشدّدةٌ ومخففةٌ صَوتٌ عند إناخةِ البعيرِ، وبَخ بالباء الموحّدةِ عندَ الإِعجابِ، وطِيخ بكسر الطّاء حكايةُ صوتِ الضّاحكِ وغيزِ أيضًا بالكسر يُصوِّتُ به الحادِي. وهِس بكسر الهاء مثل إيخ. ومَضٍّ لمن يَتَمَطَّق بشفتيه عند رَدِّ المُحتاج، وفي أمثالهم: (إنّ في مِضٍّ لَمَطمَعًا) وقال:

سَألتُها الوَصلَ فَقالت: مِضٍّ

ويُروي: (هَلْ وَصلٌ) بهل للاستِفهامِ، والأوَّل روايةُ (المُفصَّل) وعيط صوتٌ للفتيان إذا تَصايحوا لِلَّعب، وفاعِ بالفاءِ زَجرٌ للغَنَم، وطَاق حكايةُ صوتِ الضَّرب وغَاق حِكايةُ صَوتَ الغُرابِ. فإن سألتَ: كيفَ لم تُبنَ طاقِ وغاقِ على الفتح لأنّه أخفُّ الحركات أَجبتُ: لئلَّا تكونَ صيغة الفعلِ الماضي مُشتَركًا فيها بين الفعلِ والاسمِ. فإن سألتَ: فبناؤُه علىِ الكَسرِ أيضًا يُوجِبُ أن يكونَ من بابِ المفاعلةِ منقوصةً مشتركًا فيه أجَبتُ: نعم لكنَّ الاشتراكَ ها هنا اتِّفاقِيٌّ، لا قَصديّ، ودوّهِ (١): دعاءٌ الرّبع، وعاي وحاي مثل هَيد. أمَّا الأصواتُ المُعتَقَبِ عليها الحَركةُ والسُّكونُ فنحو "دِهْ" و"هَبْ" ومنه "إلادِهْ. فلادِهْ" ساكنةُ الهاء وهي رِوايةُ ابن الأعرابيِّ، والروايةُ المشهورة "إلّا دِهٍ فلادِهٍ" وهي كَلمةٌ فارِسيةٌ تَفسيرُها الضَّربُ، وأصلُه أنَّ الموتورَ كان يَلقى واترَه فلا يتعرّضُ له فيقالُ له ذلك، ومعناه إن لم يضربه الآن فلا يضربه أبدًا يُضرَب في كلِّ ما لا يُقدِم عَليهِ الرَّجلَ وقَد كانَ حِينهُ فَوَجَبَ إحداثهُ.


(١) قال صاحب العرائس: ٢/ ٩٩: قال أبو محمد: والهاء مكسورة.

<<  <  ج: ص:  >  >>