للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رُدُّوا عَلينا شَيخَنا ثُمَّ بَجَل

معناهُ: "ثُمَّ حَسبُنا ذلِكَ"، فإن سألت: فما بالُ "حَسْب" مع أنَّه في مَعنى بَجَلْ لم يُبنَ على السُّكونِ؟ أجَبتُ: لأنَّ "حَسْب" لا يَخلو من أن يَكونَ واقعًا في ذَيل الكلامِ لا مَحالَة، أو لا يكونُ، فلئِن كانَ فذَاكَ، وإن لَم يَكُن لم يُمكن بناؤُه على السُّكونِ لأنَّ ما قبلَ [آخرهِ ساكنٌ] (١) فبُنيَ على الضَّمِّ حتَّى تَكُونَ لَه صُورةُ سائِر الغاياتِ.

تَخميرٌ: حَسبي لم يُعمَد بالنُّون لأنَّ العِمادَ لصونِ السُّكونِ أو الحَركةِ اللَّازِمَةِ كما في قَدني، وقَطني، وأكرَمني، وإنَّني وتُكرمُني.

تَخمير: بَجَلي لم يُعمَد كَقَدني وقَطني بالنُّون وذلِكَ لأنَّ اللامَ والنُّونَ متقاربا المَخرج، فَبَعدَ ذلِكَ لو عُمِدَ بالنُّون لا يَخلو من أن يَجري منهما إدغامٌ، أو لا يَجري، فلئن لم يَجرِ لَزِمَ الإِثقالُ، ولئن جَرى لَزِمَ الإِعلالُ (٢)،


= أنا أبو بردة إذ جدّ الوهل … خلقت غير زمّل ولا وكل
والأعرج المعنيّ هو أبو بردة كما جاء في ترجمته في الإِصابة: ٥/ ١٠٥ والخزانة: ٤/ ١٥ واسمه عدي بن عمرو بن سويد .. أما نسبتها إلى غيره فقد نقل ابن المستوفي عن أبي رياش أحمد بن أبي هاشم بن شبيل القيسي في شرحه لحماسة أبي تمام: بعد أن نقل أبياتًا من القصيدة وأثبتها للأعرج قال أبو رياش: هذا ما جاءت به الرواية لأبي بردة، وقد زاد أبو تمام أبياتًا لا أعرفها إلا لرجل من بني ضبّة يوم الجمل .. وأوردها قال ابن المستوفي: ووجدت في نسخة أخرى بالحماسة الأبيات الأربعة التي آخرها: * لا جزع اليوم على قرب الأجل *.
للأعرج المعني، وروى سائرها مفردًا لرجل من ضبّة.
والذي يتبين من ذلك أنهما رجزان، أحدهما للأعرج المعني، والثاني لرجل من ضبّة تداخلا فنسبا مرة لهذا ومرة لذلك، والصحيح الفصل بينهما. أمّا عمرو بن يثربي فلعلّ نسبتها إليه عن طريق الرواية، ربما أنه رواها أو تمثل بها فنسبت إليه. والبيت في إثبات المحصل: ٧٤، والمنخل: ١٠٦، والخوارزمي: ٦٩، وزين العرب: ٣٦، وشرح الأندلسي: ٢/ ١٤٢ وابن يعيش: ٤/ ٨٩، وعرائس المحصل: ٢/ ١٠٢، وانظر تفسير الطبري: ٥/ ٢١٧، واللّسان (بجل) والحماسة: ٢٩١.
(١) في (ب).
(٢) في (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>