للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالَ جارُ الله: فصلٌ (١) ومنها مُنذُ وهي إذا كانت اسمًا على مَعنيين:

أحدُهما: أوَّل المُدَّةِ كقولِكَ: ما رأيتُه مُنذُ يومُ الجُمُعَةِ أي أوّل المُدّةِ التي انتَفَت فيها الرُّؤيَةُ مبدؤُها [ذلِكَ اليومُ] (٣).

والثَّاني: جَميعُ المُدّةِ كقولِكَ ما رأيتُهُ مُنذُ يومان أي مُدّةُ انتفاءِ الرُّؤيةِ اليَومانِ جَمِيعًا".

قالَ المُشَرِّحُ: قولُه: "ومنها" راجِعٌ إلى الظُّروفِ، مُذ ومُنذُ يكونان حَرفين واسمَين. ابنُ السَّراجِ: فإذا أردتَ بِهِما معنى الحَرفِ فَقَدِّرهُما تقديرَ "مِن" و "فِي"، الكلامُ إذا رَفعتَ جُملتان، وإذا خَفَضَت جُملَةٌ واحِدَةٌ فهما إذا رَفَعتَ اسمان، مُبتدان، وما بَعدَهُما خبرٌ لهما منذُ في الأزمنَةِ بمنزِلَةِ "من" في الأمكنَةِ، وهيَ مَتَى دَخَلَت على نَكِرَةٍ فالمُرادُ بها جَمِيعُ المُدّةِ كَقولِكَ: ما رَأيتُهُ منذُ (٤) يومِ الجُمُعَةِ ومُذْ شَهرٍ ومُذْ عَامٍ.

قالَ جارُ اللهِ: ومُذ مَحذوفَةٌ منها، وقالُوا: هي لِذلِكَ أدخَلُ في الاسميّةِ".

قالَ المُشرِّحُ: الذي يَدُلُّ على أنَّ مُذ محذوفةٌ منها أنَّه يُقَالُ في تَصغيرُ مُذْ: مُنَيذٌ رَدَّها (٥) إلى الأصلِ (٦) ولكونِها مَحذوفةً منها (٧) هِيَ أَدخلُ في الاسميَّةِ منها في الحَرفيَّةِ لأنَّ الحَذفَ من الحرفِ ضَعِيفٌ، والاسمُ هو (٨)


(١) ساقط من (ب).
(٢) في (ب).
(٣) في (أ).
(٤) في (أ) مذ.
(٥) في (ب) ردا لها إلى الأصل.
(٦) في (ب).
(٧) في (ب).
(٨) في (أ).

<<  <  ج: ص:  >  >>