للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الّذي يَجُوزُ الحَذفُ منه (١) [والتّصرُّف فيه] (٢).

قالَ جارُ اللهِ: "وإذا لَقِيهَا ساكنٌ بعدها ضُمَّت ردًّا إلى أصلِها".

قالَ المُشرِّحُ: هذا أيضًا من الأدِلَّةِ على أنَّ مُذْ مَحذوفَةٌ من مُنذُ.

قالَ جارُ الله: "فصلٌ؛ ومنها إذ لِما مَضَى من الدَّهرِ، و"إذا" لما يُستَقَبلُ منه، وهما مضافتان أبدًا، إلا أنَّ إذ تُضافُ إلى كِلتي الجُملتين، وأختها لا تُضاف إلا إلى الفِعلية، تقولُ: جئتُ إذ زَيدٌ قائمٌ وإذا قامَ زيدٌ وإذ زَيدٌ يَقومُ، وإذ يَقومُ زَيدٌ.

قالَ المشرِّحُ: إذ لما مَضى من الدَّهرِ، فإن سألتَ: فما تقولُ في قوله تَعالى (٣): {فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ، إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ}؟ أجبتُ: إذ ها هُنا هيَ الخارِجَةُ إلى معنى التَّعليلِ، وهذا كما تَقولُ: الوَلدُ يَتبَعُ الأمَّ في الرِّقَّ والحُرِّيّةِ إذ الوَلَدُ جُزءٌ منها.

قالَ الإِمامُ عُمرُ الجَنَزِيُّ (٤): فاوَضتُ جارَ اللهِ -رَضي الله عنه (٥) - في قولِهِ تَعالى (٦): {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى} (٧) ما (٨) العاملُ في الظَّرفِ أعني إذا؟


(١) في ب.
(٢) فى (أ).
(٣) سورة غافر: الآيتان: ٧٠ - ٧١.
(٤) هو الإِمام عمر بن عثمان بن الحسين، قال السيّوطي في البغية: ٢/ ٢٢١: هو إمام في النحو والأدب لا يشق غباره، قرأ الأدب على الأبيوردي وتوفي سنة ٥٥٠ هـ. له كتاب "القوافي" اطّلعت على نسخة منه في مكتبة أيا صوفيا في استنبول؛ ضمن مجموع رقمه: (٤٧٩٥) واسمه الكامل كما هو مدوّن على الكتاب: "ناصر الدين أبو المفاخر عمر بن عثمان بن الحسين بن شعيب الجنزي. وهو من شيوخ السّمعاني، ترجمته في معجم الأدباء: ١٦/ ٦٢، والتحبير في المعجم الكبير للسّمعاني: ١/ ٥٢١، والأنساب: ٣/ ٣٥٥، وإنباه الرواة: ٢/ ٣٢٩.
(٥) جملة الدعاء في (ب).
(٦) في (أ).
(٧) سورة النجم: آية: ١.
(٨) في (ب) والعامل.

<<  <  ج: ص:  >  >>