للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحكمهما أن يُجرّ بهما على الإِضافةِ كقولِهِ تَعالَى (١): {مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ}.

قال المُشرِّحُ: الأُولى بالألفِ، والثَّانيةُ بفتحِ الدَّالِ [وسكونِ النُّونِ] (٢) والثَّالثة بضمِّ الدّالِ وسكونِ النُّون، والرّابعةُ بضمّ الدّالِ، والخامِسَةُ بفتح اللّامِ وسكون الدَّالِ وبالنُّون، والسَّادِسةُ بضمّ اللَّامِ وسكونِ الدَّالِ وكسرِ النُّون، والسَّابِعة لَدْ بِوزنِ هَبْ، ولُدْ بوَزنِ قمْ. ولَدن يُضافُ إلى ما بَعدَه من زَمانٍ يَتُّصِلُ بِهِ أو مكانٍ إذا قَرَّبت به إلى كَقَولِكَ حَسَبتُ من لَدن صَلاةِ العَصْر إلى وقتِ المَغرب، وذَرعتُ من لَدن الحائِطِ إلى الأُسطُوانَةِ. فإِن سألتَ: لِمَ بُنِيَ لَدُن [وهو يُضافُ بِدَليلِ] (٣) قولِهِ تَعالى (٤): {مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ} ولم يُبنَ "عندَ"؟.

أجبتُ لأنَّ كونَ "عندَ" مضافٌ يَقتضي كونَه مُعَرَبًا، بخلافِ لَدُن فإنّه وإن كان مُضافًا من حَيثُ المَعنى فإنَّه غيرُ مُضاف من حَيثُ الصُّورةِ، ولذلِكَ انتَصَب غُدوَةً في "لَدن غُدْوةً"، وأمَّا بِناءُ "لَدن" على الكَسرِ فلأنَّ هذه النُّون تُشبهُ التَّنوين من حَيث وَقَعَت في آخرِ الاسمِ، وحَقُّها السُّكونُ، والتَّنوينُ إذا حُرِّكَ حُرّك إلى الكَسرِ.

تَخميرٌ: أمَّا "لَدَا" بالألف فكأنَّه الأصلُ وهو أكثر استِعمالًا من غَيرِه، أمَّا "لَدَن" بفَتح الدَّالِ وسكونِ النُّون فكأنَّ النُّون فيها مُنقَلِبَةٌ من الألفِ في الأوّلِ، كما يُقلَبُ التَّنوينُ الَّذي هو نونٌ ألفًا في الوَقفِ وأمَّا لَدُ بفتحِ اللّام وضَمِّ الدَّالِ فهي مخفَّفَةٌ من لَدُن بفتحِ اللَّام وضَمّ الدَّالِ وسكونِ النُّون، وإنّما سَوَّغُوا سقوط النُّون منه لأنَّهم أجروا: النُّون فيه مُجرَى التَّنوين، حيثُ


(١) سورة هود: آية: ١.
(٢) في (ب).
(٣) في (أ).
(٤) سورة النمل: آية: ٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>