للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالَ جارُ اللَّهِ: والوقفُ عليهما كالوقفِ على بنتٍ وأُختٍ".

قالَ المشرّحُ: عن الشَّيخ -رَحمَهُ اللَّهُ (١) - التاءُ في بنتٍ بَدَلٌ من لام الاسمِ، وأصلُهُ بَنَوٌ ولكنَّهم خَصُّوا بهذا الإِبدال المؤنَّثَ دونَ المُذَكَّرِ فاقتنعوا (٢) بالاختصاص عن علاقةَ التَّأنيثِ وكذلك التَّاء في كَيتَ وذَيتَ، أمَّا في ابنَة فهي تاءُ تأنيثٍ كما في كَيَّة وذَيَّة. فإن سألتَ: ما أدراكَ أنَّ التاءَ في بنتٍ لَيست تاءَ تأنيثٍ؟ أجَبتُ عَنه بوَجهَينِ (٣):

أحَدُهُما: أنَّها لَو كانَتْ تَاءَ تأنيثٍ لانفَتَحَ ما قَبلها.

الثَّاني: أنَّها لو كَانَتْ كذلِكَ لَقَلبَها في الوقفِ في اللُّغةِ الشَّائعةِ هاءً.

فإن سألتَ: فلم قَلَب ما قَبلها هاء في الوقفِ فقال البَنونَ والبَناه؟

أجبتُ: رآها تُعطى ما تُعطيه (٤) تاءُ التَّأنيثِ فتوهَّمَها مثلَها (٥).

تَخميرٌ: أعلم أنَّ ما لا يَظهر فيه الإِعرابُ على شَيئين:

أحدِهُما: أن يكونَ مَبنيًّا.

والآخرِ: أن يكونَ مُعرَبًا. والمبنيُّ على أمرين: مفردٌ وجملةٌ أمَّا المُفردُ فهو على قسمين: ما يَعرِضُ له عندَ التَّركيبِ البِناءُ، وما لا يَعرِضُ له عندَه ذلِكَ. أمَّا ما يَعرِضُ له عندَ التَّركيبِ البِناء فهو على عَدَدينِ، ما كانَ يَتَضَمَّن مَعنى الحَرفِ، وما لم يَكُن، فما كانَ يَتَضَمَّن معنى الحَرفِ فهو الشَّطر (٦) الآخرُ في نحوِ خمسةَ عشرَ، واسم لا التي لنفي الجِنسِ وكلّما ضُمِّنَ مَعنى


(١) جملة الدعاء من (ب).
(٢) في ب فاتبعوا.
(٣) في (ب) من وجهين.
(٤) في (ب) ما تعطى.
(٥) في (ب) فبوّبها.
(٦) في (ب) الصدر الأخير.

<<  <  ج: ص:  >  >>