للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كقولك: حَمراوان وصحراوان، والبابُ في البَوَاقي أن لا يُقلَبْنَ، وقَد أُجيزَ القلبُ أيضًا".

قالَ المُشَرِّح: الهمزةُ المُتَطَرِّفَةُ إذا وَقَعَت قَبلها ألِفٌ، فإمَّا أن تكونَ أصلِيَّةً غيرَ مُنقَلِبَةٍ كقُرَّاءٍ ووُضَّاءٍ لأنَّ الهَمَزة فيهما لامٌ بدليلِ أنَّه من قَرَأ ووَضُوء ووزنُها فُعَّالٌ. وإمَّا أن تكون مُنقَلِبَةَ عن حرفٍ أصلٍ كرِداء وكِساء لأن أصلَهما رِداي وكِساو، وكأنَّهما من رَدَيتُ على الخَميس وأرديتُ أي زِدتُ، وهذا لأنَّ الرّداءَ زيادةٌ على سايِرِ الثّيابِ، ومن كَسوتُ. أو زائدة كالأصلِيّة كعِلباء وحِرباء، ولذلك يُكَسَّرُ تَكسِيرَ قَراطِيس (١) على عَلائي وحرابي، أو مُنقَلبةً عن ألفِ التَّأنيث كحمراءَ وصَحراء وجَمعها حُمر وصَحارى، والدّليلُ على أنَّ الهمزةَ منهما منقلبةٌ عن ألفِ التَّأنيثِ، على ما يأتي في صِنفِ الإِبدالِ من المُشتَرَكِ إن شاءَ اللهُ تَعالى. فإن سَألتَ: فلِمَ قُلبت هذه الأخيرةُ دونَ البَواقي؟ أجبتُ: لأنَّ الزِّيادَةَ طَرحٌ من وَجهٍ والزِّيادَةُ بالطَّرحِ أولى، ولِذَلِكَ نَرى أكثرَ الزَّوائِدِ يَطرحُها الجَمعُ، فإن سألتَ: فلمَ قُلِبَت إلى الواوِ دونَ اليَاءِ؟ أجبتُ: لأنَّ في مخرجَ الواوِ ضِيْقًا، وفي مخرَجِ الألفِ اتّساعًا فأدخلَ بينَهما ليعتَدِلا.

قالَ جارُ الله: والّتي لا ألف قَبلها وبابُها التَّصحيحُ كرِشاءٍ وحِذاء.

قالَ المُشَرِّحُ: الهمزةُ حرفٌ صَحيحٌ ولذلِكَ يَجري عليه الإِعرابُ، تَقولُ: جاءَني رشاءٌ ورأيتُ رشاءًا ومررت برشاءٍ، فلذلك عُومِلَ في التَّثنِيَة مُعامَلَةَ غيرُ المَهمُوزِ.

قالَ جارُ اللهِ: "فصلٌ؛ والمَحذوفُ الصَّدرِ يُرَدُّ إلى الأصلِ ولا يُردُّ فيقالُ أخوان ويَدان ودَمان، وقَد جاءَ يديَان ودَمَيانِ قال:

يَديانِ بَيضاوانِ عندَ مُحَلِّمٍ


(١) في (ب) ولذلك يكسّر كقراطيس.

<<  <  ج: ص:  >  >>