للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالَ جارُ اللَّهِ: "فصلٌ؛ ويقعُ الاسمُ المُفرَدُ على الجنسِ ثُمَّ يُمَيَّزُ منه واحِدُهُ بالتَّاءُ، وذلِكَ نَحو تَمْرٍ وتَمْرَةٍ، وحَنْظَلٍ وحَنْظَلَةٍ، وبِطَّيْخٍ وبِطّيخَةٍ، وسَفَرجَلٍ وسَفَرجَلَةٍ".

قال المُشَرِّحُ: قد كَثُرَ في الأشياءِ المخلوقةَ كَثرةً مُستَمِرّةً أن يكونَ الاسمُ بُدون التّاء للجِنسِ، ومَع التَّاءِ للمُفرَدِ (١)، وإنّما وَجَبَ فيما كانَ مَخلوقًا أن يكونَ لَفظُ واحِدِهِ وجَمعِهِ سواءً، ولا تَفْصِل بينهما إلّا الهَاءُ، وذلِكَ لأنَّ الجَمعَ في هذا البابِ مقدّمٌ (٢) على الواحِد، لأنَّه خُلِقَ في أوّلِ وَهلَةٍ ثم كَثُرَ وتَغَيَّرَ كثيرًا، فلمَّا كَانَ الجَمعُ هو السَّابِقُ ثم أرادُوا الفَصلَ بَينَهُ وبينَ الواحِدِ ألحقوا الوَاحِدَ علامةَ التَّأنيثِ، أمَّا ما كانَ مصنُوعًا غالبًا فواحِدُهُ قبل جَمْعِهِ، وإذا كانَ كَذلِكَ وَجَبَ أن يُغَيَّر الجَمعُ عن لَفْظِ الواحِدِ بزيادَةٍ عَلَيهِ.

قالَ جارُ اللَّهِ: وإنّما يَكثُرُ هذا في الأشياءِ المَخلوقَةِ دُونَ المَصنوعة نَحوَ سَفينٍ وسَفينَةٍ ولَبِنِ ولَبِنَةِ، وقَلَنْسٍ وقَلنْسُوَةٍ ليسَ بِقِياسٍ وعكس تَمرةٍ وتَمرٍ وكمأةٍ وكموءٍ وجِبَأةٍ وجِبَءٍ.

قالَ المشرّحُ: إنَّهم شَبَّهوا المَصنعات في هذا البابِ بالمَخلوقاتِ كما شَبَّهوا المخلوقاتِ بالمَصنوعات في نَحوِ قولِهِم: سِدْرَةٍ وسِدرٍ وطَلحَةٍ وطَلْحٍ وشَبَّهوها بكِسرةٍ وكِسَرٍ، وجَفنَةٍ وجِفَانٍ. قالَ المُشرِّح (٣): الكمأةُ واحدةُ (٤) الكَمءِ (٥) على غَيرِ قياسٍ وهو من النَّوادِرِ، تقولُ هَذا كَمءٌ وهذان كمآن، وهؤلاء أكمؤٌ ثلاثةٌ (٦)، فإذا كَثُرَ فهي الكمأة. والجَبْءُ: واحدةُ (٧) الجَبْأةِ وهي


(١) في (ب) الفرد.
(٢) في (ب) متقدم.
(٣) في (أ).
(٤) في (ب) واحدها كمئ.
(٥) الشرح كله من الصحاح: ١/ ٧٠ (كمأ).
(٦) في (ب) ثلاث.
(٧) الصحاح: ١/ ٣٩ (جبأ).

<<  <  ج: ص:  >  >>