للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ضارِبٌ. واسمُ الفاعِلِ مما يُلحَقُ به عَلامَةُ التَّأنيثِ فكذلِكَ نائِبُه (١)، وكذلِكَ فَعيلٌ بمعنى مَفْعُولٍ مما يَجري على الاسم تَقولُ هذه امرأةٌ قَتِيلُ بَني فلانٍ فلا تُؤَنِّثُ لأنَّه جَرى، ومررتُ بقتِيلَتِهم فَتُؤَنِّثُهُ لأنَّه لم يَجْرِ بخلافِ فَعيلٍ بمَعنى فاعِلٍ فإنَّهما لا يَستَوِيان فيه والفَرقُ بينَهما أنَّ فعيلًا بِمَعنى فاعلٍ [أقربُ إلى الفِعلِ] (٢) من فَعيل بمعنَى مَفعولٍ.

قالَ جارُ اللهِ: "وقَد يُشَّبَّه به ما هو بِمَعنى فاعلٍ قالَ اللهُ تعالى (٣): {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}، وقالُوا: مُلْحَفَةٌ جَدِيدَةٌ".

قالَ المُشَرِّحُ: أمّا (٤) قَولُهُ تَعالى: {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} المُحسِنينَ} فَهو على نِيَّةِ إضمارِ المَوصوفِ يعني أنَّ رحمَتَه قريبَةٌ من المُحسِنِينَ أمرٌ ثابِتٌ وشيءٌ مَفروغٌ عنه لا أنَّه الآن يَتَجَدَّدُ، وأما (٥) مُلحَفَةٌ جديدَةٌ فالتَّذكيرُ فيها إيماءٌ إلى أنَّها يُحدِثُها كأنَّه كساءٌ غيرُ خارِجٍ من الكِسائِيّةِ إلى المَلحَفِيّةِ.

قال جارُ الله: "فصلٌ؛ وتأنيثُ الجَمعِ غيرُ (٦) حَقِيقيّ ولذلِكَ اتَّسعَ فيما أُسنِدَ إليه إلحاقُ العَلَامةِ وتَركُها، تَقُول: فَعَلَ الرِّجالُ والمُسلِمَاتُ، والأيام فَعَلَت".

قالَ المُشَرِّحُ: جموعُ التَّكسيرِ كلُّها مُؤَنَّثَةٌ تأنيثَ المُؤَنَّثِ المَجَازِيّ، فكما تَقُولُ طَلَعَ الشَّمسُ وطَلَعَت الشَّمسُ (٧) كذلِكَ (٨) تَقُولُ: فَعَلَ الرِّجالُ


(١) في (ب) صائبه.
(٢) في (أ).
(٣) سورة الأعراف: آية: ٥٦.
(٤) في (ب).
(٥) شرح الأندلسي: ٣/ ١٩ عن الخوارزمي.
(٦) في (ب) ليس.
(٧) في (أ).
(٨) في (ب) فكذا.

<<  <  ج: ص:  >  >>