للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تَذكيرٍ وتأنيثٍ، والَّذي فيه علامَةُ تأنِيثٍ فعندَ إسنادِ الفِعل إلى ضَميرِهِ النّون ويَجوزُ فيه التَّاءُ من حَيث أن جَمعَ المَواتِ قد دَخَلَ على جَمعِ سَلامَةِ المُؤَنَّثِ فَيَدخُلُ عَلَيهِ جمعُ السَّلامَةِ فعلى حَسبِ هذا التَّقديرِ، تَقولُ الأيَّامُ مَضَت ثم مَضَينَ، والدُّورُ منهَدِمَةٌ ومُنهَدِماتٌ والمسلماتُ فَعَلَت ثم فَعَلنَ، والرِّجالُ فَعَلَت ثم فَعَلُوا، والمسلمون فَعَلُوا فخُذه تَقريرًا مَذهَبِيًا. استَعجلتُهُ طَلَبتُ عَجَلَتَه، مَلَّ الخُبزَ إذا خَبَزَهُ في المَلَّةِ يَصِفُ زمانَ جَدْبٍ.

قالَ جارُ اللهِ: "وعن أبي عُثمان المازِني: العربُ تَقولُ: الأجذاعُ انكَسَرَت لأدنى العَدَدِ، والجُذوعُ انكَسَرت، ويقالُ: لخَمسٍ خَلونَ، ولخَمس عَشرةَ خَلَت وما ذاكَ بضربَةِ لازِبٍ.

قالَ المُشَرِّحُ: هذه النُّون في الأصلِ كما ذَكرنا لِجَمع سَلامَةِ المُؤنَّثِ وهو جَمعُ قِلّةٍ وجمعُ القِلّةِ يُناسبُ جَمعَ القِلّةِ، ولذلِكَ قالوا: مُمَيّز العَشَرَةِ فما دُونها حَقُّه أن يكون جَمعَ قِلّةٍ، والتَّاءُ كالكِنايَة عن المواتِ، وهو في الغالِبِ جَمعُ كَثرَةٍ.

وسَمعتُ بعضَ الأُدباءِ اليَابِسَة (١): [يقول]، هذا مثلُ قولِهِم: جمعُ القِلَّةِ يعامَلُ معامَلَةَ [النِّساء وجَمعُ الكثرة يُعامَل مُعامَلَةَ] (٢) [امرأةٍ واحِدَةٍ والأصلُ في هذا البابِ قَولهم: لِخمس خَلَون؛ لأنَّهُنَّ لَيالٍ، وخَمس عَشرةَ خَلَتْ، لأنَّها لَيلة] (٣).

قالَ جارُ اللهِ: "فصلُ؛ ونحو النَّخل والتَّمرِ مما بَينهُ وبينَ واحِدِهِ التّاء يُذَكَّر ويُؤنَّثُ قالَ الله تعالى (٤) {كأنَّهم أعجازُ نَخلٍ خاوِيَة} وقالَ (٥): {مُنْقَعِرٍ} ".


(١) في (ب) البناكتية.
(٢) في (ب).
(٣) في (أ).
(٤) سورة الحاقة: آية: ٧.
(٥) سورة القمر: آية: ٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>