للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يكونَ أصلُها أشياءَ، ثم تَقَدّم لامُ الكَلِمَةِ على فائِها كما قُدِّمت في قِسِيّ. قوله: بأنه أُضيف إليها عدَدُ القِلّة، ولو كانَت أشياءَ مفردةً لما أُضيفَ إليها عَدَد القِلّة؟ قلنا: إذا كانت غير مفرَدَةٍ من حيثُ المَعنى فإنَّه يجوزُ إضافَتُهُ إليها كما في قولِكَ: ثلاثَةُ قَومٍ وتِسعَةُ رَهطٍ. فإن سألت: لو كانت أشياءُ مفردةً لما جازَ ثلاثةُ أشياءَ بل ثلاثُ أشياءَ، كما لا يجوزُ ثلاثةُ طرفاء بل ثلاثُ طرفاء؟ أجبتُ: فرقًا بينَ أشياءَ وطرفاء وذلك أنَّ طرفاءَ كما يُطلَقُ على الكَثيرِ يُطلَق على القَليلِ أيضًا، فقولُنا ثلاثُ طرقاء بِمَنزِلَة ثلاثُ طَرفاواتٍ بخلافِ أشياءَ ذاتِها لا تَقَعُ على المُفرَدِ.

قالَ جارُ اللهِ: "ومصدَرٌ كالسّرّاء والضّرّاء والنَّعماء والبأساء (١)، والصّفَةُ على ضَربَين: ما هو تَأنيثُ أفعلَ، وما لَيسَ كذلِكَ، فالأول نحو سَوداء وبَيضاء والثّاني: نحو امرأةٍ حسناء وديمةٍ هَطلاء وحُلّة شَوكاءُ والعرب العرباء. ونحو رُحضَاء ونُفساء وسِيراء وسابِياء وكبرياء وعَاشُوراء وبُراكاء، وعَقْرَباء وخُنفُساء وأصدقاء وكُرَمَاءَ وزِمكاءَ.

قالَ المُشرِّحُ: حُلَّةٌ (٢) شَوكاءُ: خَشنة المَسّ لأنَّها حَدِيدٌ، الرُّحضَاء عَرَقُ المَحمومِ، واشتقاقُها من الرَّحضِ وهو الكَسَلُ، والسِّيَرَاءُ: بُردٌ فيه خُطُوطٌ صُفرٌ البُركَاءُ (٣) [من سارَ البُركاء] (٤): الثَّباتُ في الحَربِ والجِدُّ، وأصلُها من البُروكِ قالَ (٥):


(١) بعد قوله: والبأساء في نسخة (ب): قال المشرح: والصّفة وهو سهو من الناسخ.
(٢) في (ب).
(٣) في (ب).
(٤) في (أ).
(٥) البيت لبشر بن أبي خازم أبو نوفل الأسدي شاعر جاهلي وفارس مشهور الذكر قتل في إحدى غاراته. انظر: الشعر والشعراء: ١/ ٢٧٠، ومعجم الشعراء: ٢٢٢، والخزانة: ٢/ ٢٦٢ والبيت في ديوانه: ٧٩، والنقائض: ٤٢٣ وابن يعيش: ٤/ ٥٠، والأندلسي: ٣/ ٢٨، والخزانة: ٣/ ٣٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>