للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالَ جارُ اللهِ: "فَصلٌ؛ والأسماءُ المُبهَمَة خُولِفَ بتَحقِيرها تَحقيرَ ما سِواها بأن تُركَت أوائِلُها غيرَ مَضمُومَةٍ وأُلحِقَت بآخرها ألفاتٌ، فقالُوا في ذَواتا ذَيَّا وتيَّا، وفي أُولى، وأُولاءِ أوليَّا، وأُوليَّاء، وفي الَّذي والّتي اللُذيَّا والُّتَيَّا، وفي الَّذين واللَّاتي الُّذيُّون واللُّتَيَّات".

قالَ المُشَرِّحُ: كان (١) يَنبَغي أن يُقال في تَصغيرِ هذا هُذَيَا. الياءُ الأُولى عَينُ الفِعلِ والثَّانِيَةُ والثَّالِثَةُ لامُ الفِعلِ فحُذِفَت الّتي هي عَينُ الفِعلِ، ولم يَجُز أن تُحذَفَ الّتي هِيَ لامُ الفِعلِ لأنَّك لو حَذفتَها لتَحرَّكت يَاءُ التَّحقيرِ لمُجاوَرَتَها الألفَ، وهذه الياءُ لا تُحَرَّكُ أبدًا. قاله (٢) الشَّيخُ أبو عَليّ الفارِسِيُّ. فإن سألت: فلم (٣) لا يَجوزُ أن تكونَ الألفُ المُتَطَرِّفَةُ في هُذَيَّا لامَ الكَلِمَةِ كما في هَذا؟ أجبتُ: لكونِها منَزَّلَةً تَنزِيلَها في اللُّذَيا واللُّتيا والألفُ هنا لَيست من رُقعَةِ الكَلِمَةِ، إنما هِيَ علامةُ التَّصغِير، فكذلك هنا (٤)، فالألفُ في هذا عَينٌ، وفي هاذَيَّا عَينٌ (٥).

[تَمَّ السِّفرُ الأَوَّلُ من كتابِ شَرحِ المُفَصَّل المَوسُوم بـ (التَّخمِيرِ) بحمد اللهِ تَعالى ومَنِّهِ وَيتلوه إِنْ شاءَ اللهُ في السِّفرِ الثَّانِي] (٦):

قالَ جارُ اللهِ: ومن أصنافِ الاسمِ المَنسوبُ واتّفق الفَراغُ من نِساخَةِ هذا. الكِتاب ضَحوَةَ يوم الاثنَين لتسعِ ليالٍ خَلونَ من شَهرِ اللهِ الأصمِّ رَجَبِ الأصَبِّ من شُهُورِ سنةِ ستٍ وسَبعين وسِتِّمايَة من الهِجرَةِ النَّبوية الطَّاهرة المُحَمَّدِيَّة، صلواتُ اللهِ وسلامهُ على صاحِبِها، وعلى آلِهِ الطَّاهِرِين وأصحابِهِ


(١) نقل الأندلسي في شرحه ٣/ ٥٤ شرح هذه الفقرة.
(٢) في (ب) هكذا قال الشيخ …
(٣) نقل الأندلسي في شرحه: ٣/ ٥٥ هذا النّص.
(٤) في (ب) ها هنا.
(٥) في (ب) غير.
(٦) في (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>